نفذت ميليشيات إيرانية وأفغانية مجزرة بحق عدد من أهالي ريف حلب الشمالي صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بعد هجوم مفاجئ قامت به هذه القوات، الداعمة للأسد، أسفر عن سيطرتها على بلدات رتيان وباشكوي وحردتنين، وسط اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة، التي تحاول استعادة النقاط التي خسرتها.
وأفاد ناشطون من حلب أن خرقًا كبيرًا حصل فجر اليوم، وتسللت قوات الأسد والميليشيات الأجنبية باتجاه قرية رتيان والجهة الشرقية الشمالية من قرية باشكوي وأطراف قرية حردتنين، وتمت السيطرة الجزئية على هذه القرى من قبل القوات المهاجمة، مستغلة الضباب الكثيف الذي مازال يغطي المنطقة حتى الآن.
ونقلت تنسيقية تل رفعت في صفحتها على الفيس بوك شهادة إحدى النازحات من قرية رتيان “دخلوا إلى بيوتنا ونحن نيام وعندما استيقظنا وجدنا عناصرهم في غرفنا وقال أحدهم لا تخافي نحن حزب الله وبعدها قاموا بقتل زوجي وطفلي الذي لا يتجاوز عمره العامين”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حلب أن مشافي الريف الشمالي استقبلت عددًا من الشهداء والجرحى، منوهًا إلى أن معظمهم من قرى رتيان وحردتنين، وقضوا ذبحًا على يد الميليشيات الشيعية.
كتائب المعارضة استطاعت وقف تقدم قوات الأسد باتجاه نبل والزهراء، بعد تقدمها المفاجئ، وأفاد القيادي في الجبهة الشامية صقر أبو قتيبة أن العمل جارٍ لاستعادة زمام الأمور، بينما أكد أحد شهود العيان لعنب بلدي أن قرى رتيان وباشكوي وحردتنين عادت لسيطرة المعارضة، فيما تستمر الاشتباكات وعمليات الكر والفر في محيطها.
وكانت قوات الأسد حشدت قبل أيام آلاف المقاتلين من الجنسيات المختلفة على جبهة حلب، فيما أفاد ناشطون أن 50 دبابة على الأقل غادرت مدينة السلمية (شرق حماة) يوم أمس الاثنين باتجاه حلب.
في سياق متصل أفاد أحد عناصر الجيش الحر (الفرقة 16) أن محاولات عنيفة تجري الآن من قبل قوات الأسد للتقدم من محور الليرمون أيضًا، وسط اشتباكات وصفها بالأعنف في هذه المنطقة، مع انقطاع طريق الكاستيلو وهو الطريق الرئيسي الوحيد الذي يصل مدينة حلب بريفها، بسبب ضراوة المعارك.
المعارك في الريف الحلبي ترافقت مع محاولات للنظام التقدم على محوري الراشدين والخالدية في مدينة حلب، وأفاد ناشطون أن قوات المعارضة استعادت السيطرة على عدد من النقاط التي تقدمت بها قوات الأسد، وسط سقوط قتلى من الأخيرة، فيما لاتزال الاشتباكات في حي الخالدية، حيث يحاول جيش الأسد التقدم فيه من محوري دوار شيحان والسبيل.
يشار إلى أن قوات الأسد تسعى في معاركها هذه إلى فرض حصار حقيقي على الأحياء المحررة في مدينة حلب، إضافة إلى حصار قوات المعارضة داخل أحياء حلب القديمة، في وقت تحاول الأخيرة تسخير كل إمكانياتها لمنع حدوث ذلك.
–