استقال شرعي الجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”، أبو اليقظان المصري، بالتزامن مع خطوات يسير فيها الفصيل لإدارة محافظة إدلب ونزع تهمة “الإرهاب”.
وذكرت معرفات جهادية عبر “تلغرام” اليوم، السبت 2 من شباط، أنه وخلال الأشهر السابقة جرت عدة جلسات مع “أبو اليقظان”، ودار الحديث فيها عن ضرورة التزامه إعلاميًا بالضوابط التي تقدّرها “الجماعة” عبر قيادتها ومجلسها الشرعي.
وعلى خلفية رفض “أبو اليقظان” ما دار في الجلسات قدّم رئيس المجلس الشرعي ادعاء بحقه، وحصلت جلسة تقاضي انتهت بإدانته بالمخالفة وإنذاره، فقدم استقالته.
وأكد الشرعي الفلسطيني في “الهيئة”، الزبير الغزي، استقالة “أبو اليقظان”، وقال عبر “تلغرام”، اليوم، “جزى الله الشيخ أبا اليقظان المصري خيرًا، فما رأينا منه إلا علو الهمة والبذل في سبيل الله”.
وأضاف، “نرجو أن ما بينه وبين إخوانه في الجماعة سحابة صيف سرعان ما تزول”.
تأتي استقالة “أبو اليقظان” بالتزامن مع التوتر بين “تحرير الشام” وتنظيم “حراس الدين” المرتبط بتنظيم “القاعدة”، بعد رفض الأخير لطروحات قدمتها الأولى حول ماهية المرحلة المقبلة في إدلب عسكريًا وإداريًا.
وتتمثل الطروحات بتشكيل مجلس عسكري بقيادة ضابط من الضباط المنشقين عن النظام السوري والملتحقين بـ”الجيش الحر” أو “فيلق الشام”، والأرجح “الفيلق”، ويملك المجلس العسكري قرار السلم والحرب في الشمال السوري.
وإلى جانب ذلك تفتح “تحرير الشام” الأوتوستردات الدولية مع النظام السوري.
بيان يمنع إصدار الفتاوى والنقد
وكانت “لجنة الإشراف والمتابعة العليا” قد نشرت قرارًا، أمس الجمعة، منعت فيه وسائل الإعلام الشخصية والعامة التابعة لـ”تحرير الشام” من عدة أمور أبرزها: إصدار الفتاوى والأحكام قبل اعتماد المجلس الشرعي العام لفتوى معينة.
ومنعت أيضًا نقد الشخصيات القيادية والعلمية سواء ممن هم “داخل الساحة أو خارجها”، إلى جانب الارتجال الشخصي في التعليق على أحداث ميدانية أو سياسية داخلية أو خارجية.
وقالت لجنة الإشراف في “الهيئة” إن القرار يشمل جميع “أفراد الجماعة” فيها في جميع التخصصات والأقسام، وأي مخالفة له يعرض صاحبه المساءلة والمحاسبة القضائية أصولًا.
وفي حديث سابق مع مصدر مطلع على سير الحركات الجهادية في سوريا قال إنه من المتوقع أن يبدأ الجولاني في المرحلة المقبلة بمهاجمة “حراس الدين” وعزل التيار المتشدد في فصيله، كخطوة لإثبات “الاعتدال”.
لكنه أضاف أن “الجولاني” لا يملك القرار الكامل لحل “تحرير الشام” حتى اليوم مع وجود قادة مهاجرين يرفضون بشكل قاطع هذه العملية.
من هو “أبو اليقظان”؟
أحد القياديين البارزين السابقين في حزب “النور السلفي” في مصر.
قدم إلى سوريا مطلع 2013، وعمل شرعيًا ضمن صفوف حركة “أحرار الشام الإسلامية” لثلاث سنوات.
انشق القيادي عن حركة “أحرار الشام”، في أيلول 2016، بعد أن كان شرعيًا في لواء “مجاهدو أشداء”، إلى جانب إلى كل من “طلحة المسير” (أبو شعيب المصري)، وقائد اللواء “أبو حمزة الكردي”، وعناصر اللواء كاملًا.
وانضم اللواء عقب انشقاقه إلى جبهة “فتح الشام” بالكامل، وكان يعمل في حلب، وقدّر مصدر مطّلع في حديثه إلى عنب بلدي حينها تعداده بـ 125 مقاتلًا.
يعتبر “أبو اليقظان” حاليًا أحد أبرز شرعيي الجناح العسكري في “تحرير الشام”، وأفتى خلال “الاقتتال” بجواز قتل جنود حركة “أحرار الشام”، رميًا بالرصاص.
ووجّه رسالة لمقاتلي “الهيئة” بأنه “إذا كان الحاجز لا أستطيع أن أقوده إلا بالقتل، اضرب في الرأس وأنا مسؤول يوم القيامة”.
وكانت آخر الفتاوى له تحريم القتال مع الجيش التركي شرق الفرات، ليتبعها بمعركة ضد “الزنكي” غربي حلب.