علّقت منظمات إنسانية دعمها عن مشفيين في ريف إدلب، بعد توقف الدعم الأوروبي، على خلفية توسع سيطرة “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب.
ونشر مشفى معرة مصرين في ريف إدلب بيانًا اليوم، الجمعة 1 من شباط، قال فيه إن الدعم المقدم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) توقف من قبل الداعمين اعتبارًا من 30 كانون الثاني الماضي.
وأضاف أن المشفى سيتابع عمله بشكل طوعي قدر الإمكان، لكن مع تخفيض الخدمات المقدمة، إلى أن توجد الحلول البديلة.
إلى جانب معرة مصرين نشر “مركز الرعاية الصحية” في معرة النعمان بيانًا أيضًا قال فيه إن الدعم المخصص من منظمة “سيريا ريليف” تم تعليقه من قبل الداعمين اعتبارًا من 29 كانون الثاني الماضي، على أن يتابع المشفى عمله بشكل طوعي قد الإمكان.
وفي حديث لعنب بلدي قال مدير فرع إدلب في “سامز”، محمد تناري، “تم تعليق الدعم من قبل الأوربيين بعد معارك الهيئة بريف حلب”.
وأضاف أن جميع الدعم المقدم من المنظمات الأوروبية تم تعليقه، موضحًا، “من الممكن أن يتوقف بشكل كامل أو يستمر، ويشمل التعليق المشاريع المدعومة بمنح أوروبية فقط”.
ويأتي ما سبق بعد أسبوعين من تعليق منظمات أوروبية دعمها لمشاريع إنسانية في الشمال السوري.
وقال مدير صحة إدلب، منذر خليل، في 16 من كانون الثاني الماضي، إن بعض المؤسسات الأوروبية وخاصة الفرنسية والألمانية والاتحاد الأوروبي علقت دعمها لكل مديريات الصحة في إدلب وحلب وحماة واللاذقية.
وأضاف خليل أن السبب الرئيسي للتوقف بحسب المنظمات هو تغير السيطرة العسكرية على الأرض.
وأوضح أن الدعم توقف على مشاريع دعم الاستقرار وليس المشاريع المنقذة للحياة كالمشافي والمراكز الصحية ومنظومات الإسعاف، والتي شملها الإيقاف لكن بشكل بسيط.
وكانت “تحرير الشام” بدأت عملًا عسكريًا في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، تمكنت فيه من طرد “حركة نور الدين الزنكي” إلى عفرين وإجبار “حركة أحرار الشام” على حل نفسها، وأتبعت المناطق التي دخلتها لإدارة “حكومة الإنقاذ” بشكل كامل.
وشهدت الأيام الماضية إعلان “حكومة الإنقاذ” الدخول إلى كل المناطق التي سيطرت عليها “تحرير الشام” بينها دارة عزة في ريف حلب وأريحا وسراقب في ريف إدلب، إلى جانب مناطق في ريف حماة الشمالي.
يامن الشب، المسؤول الإعلامي في مشفى معرة مصرين أوضح أنه لا يمكن تحديد المدة التي سيعمل فيها المشفى بعد توقف الدعم عنه.
وقال لعنب بلدي إن مشفى معرة مصرين يقدم العديد من الخدمات الطبية للمدنيين بينها العيادات الخارجية والعمليات الجراحية والتنظير، إلى جانب المعالجة الفيزيائية.
وبحسب المسؤول الإعلامي يزور المشفى حوالي 15 ألف مريض شهريًا، ويخدّم 250 ألف نسمة مقسمين على المدينة والمخيم الموجود فيها، إضافةً إلى القرى المجاورة التي تبلغ حوالي 20 قرية.
وكانت “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” (OFDA) استأنفت، في 3 من كانون الأول 2018، دعمها للقطاع الطبي في محافظة إدلب، بعد تعليقه في أيلول الماضي، ومخاوف من توقفه بشكل كامل.
ومن بين المؤسسات التي يشملها الدعم المقدم من “أوفدا” (OFDA) “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز) ومنظمة “ريليف إنترناشيونال”، والمشافي بينها مشفى معرة النعمان ومشفى الأمومة الوطني في إدلب ومشفى عقربات.
ولم يتبين وضع الدعم المقدم من الوكالة الأمريكية للمنظمات في إدلب، سواء بتعليقه في الأيام المقبلة أو استمراره لدعم المشاريع الإنسانية.
وكانت عنب بلدي عملت على ملف موسع في تشرين الثاني 2018 تحت عنوان “مخاوف الإرهاب شماعة لتقليص المشاريع المدنية”، تحدثت فيه عن الدعم المقدم للمنظمات الإنسانية في إدلب والمخاوف المرتبطة بتوقفه من قبل المنظمات الأجنبية بذريعة وجود تشكيلات “إرهابية”.
وفي آخر إحصائية نشرها فريق “منسقو الاستجابة”، 26 من كانون الأول الماضي، بلغ عدد المدنيين في محافظة إدلب ثلاثة ملايين و800 ألف نسمة إلى جانب 753 ألف نسمة في مناطق حلب و149 ألفًا و482 في أرياف حماة الخاضعة لسيطرة المعارضة.