حمص – أمير الحمصي
شهدت جامعة البعث المسيّرة من قبل حكومة الأسد عددًا من التغييرات خلال الأزمة السورية، أصابتها في الصميم لدرجة بالغة الحرج ربما تؤدي لوصمها بالفشل والفساد على المستوى الدولي.
وكان لتنفّذ القوات الموالية للنظام في المدينة وإنشاء كتائب البعث التي نشطت في الجامعة أكبر الأثر على نزاهة وحسن مسلك الكادر التعليمي والإداري فيها؛ وبدا ذلك جليًا في واقع الامتحانات فانتشر الغش دون محاسبة من أحد وشراء المواد من المعيدين والمحسوبيات من قبل الأساتذة.
بدأ الأمر، كما يقول الطالب عبد الرحمن، «عندما بدأ الطلاب التابعون لكتائب البعث يغشون في الامتحانات دون محاسبة، وإن ضبطهم أحد المراقبين فلن يحاسبوا من قبل المسؤولين في الجامعة بسبب انتمائهم للكتائب، وهذا ما يدفعهم لمعاودة الغش في امتحانات لاحقة»، موضحًا «انتشرت الظاهرة بين أغلب الطلاب لاحقًا».
ويؤكد عبد الرحمن أن النجاح في المواد مضمون بحالتين هذه الأيام «معرفة رجل أمن أو امتلاك مبلغ مالي جيّد لتقسيمه على المواد التي يمكن شراؤها».
وإن بدا المثال السابق نمطيًا فإن الأشكال الأخرى أكثر جرأة في الفساد، فالتعامل بين دكاترة المواد وضباط المخابرات والجيش أصبح علنيًا، وفق ما ينقله لؤي، وهو طالب في إحدى كليات الجامعة، «خلال المحاضرة وأمام جميع الطلاب؛ خاطب الدكتور إحدى الطالبات مبتسمًا «أنت يلي حكاني أبو نضال مشانك؟ مشيرًا بوضوح إلى أن هذا الشخص من ضباط المخابرات في النظام السوري».
وباتت ظاهرة شراء المواد الدراسية منتشرة في الآونة الأخيرة، ويقول لؤي «قبل يومين من موعد امتحان أحد المقررات عرض عليه رفيقه أن يحصل على الأسئلة مقابل دفع مبلغ 20 ألف ليرة سورية» لكنه رفض ورسب في المادة رغم دراسته لها بشكل جيد.
أما اليوم فلؤي «مستعدٌ دائمًا لشراء المواد التي يستطيع شراءها»، معقبًا «لا أخلاق في الجامعة».
وفي السياق يقول عبيدة إن أحد المدرسين هددهم بحرمان الطالب من التخرج وترسيبه في المقرر إن استاء منه، مؤكدًا أن الدكتور يتمكن اليوم من معرفة اسم الطالب على الورقة الامتحانية؛ لكنه في نفس الوقت معروف بـ «بيع المواد» بحسب تعبير عبيدة.
بدوره، يقر الدكتور (ب.ع) من جامعة البعث بالفساد في الجامعة، ويروي ما حدث معه حين جاءه أحد الطلبة بعد تقديم الامتحان طالبًا النجاح لأنه لم يكتب الإجابات بشكل كافٍ؛ لكن الدكتور رفض التعامل بشكل غير قانوني، مضيفًا « تفاجأت لاحقًا بأن الطالب نجح في المادة بعلامة جيدة»، في إشارة إلى أن هذا حصل حصرًا من خلال موظفي الامتحانات الذين عدّلوا علامة الطالب وبالتأكيد مقابل مبلغ مالي.
وتزداد الأخبار المؤكدة عن شبكات فساد في الجامعة تنشط في بيع المواد والشهادات الجامعية اللاقانونية في ظل غياب أي تحرك حكومي رادع ما يهدد بتراجع ترتيب ووثوقية الجامعة على المستوى الدولي، في حين كرمت الجامعة 60 عاملًا وأكاديميًا يوم الثلاثاء 10 شباط «تقديرًا لجهودهم وتفانيهم في العمل».