أعلن “مجلس سوريا الديمقراطية” رفضه للمنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإقامتها في سوريا، وتمسكه بخيار وضعها تحت مراقبة دولية إذا تم الاتفاق عليها.
وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، من واشنطن أمس، الثلاثاء 29 من كانون الثاني، لوكالة “أسوشيتد برس” إن ما تصفه أنقرة بالمنطقة الآمنة داخل سوريا، ليست أكثر من مجرد “مستعمرة تركية”.
واعتبرت أحمد أن سيطرة تركيا على منطقة حدودية عمقها 30 كيلومترًا سيعرّض الكرد للخطر.
وتزور أحمد واشنطن للتفاوض من أجل ضمان بقاء “قوات سوريا الديمقراطية” في مناطق الشمال السوري التي خرج منها تنظيم “الدولة”، وذلك بعد الانسحاب الأمريكي منها.
وأضافت أنه إذا كان هناك حل وسط، فسيقبل المجلس أن يتم اختيار مراقبين دوليين على الحدود من قبل الأمم المتحدة.
أما فيما يخص الدور الأمريكي فلفتت أحمد إلى أنه حتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت الوساطة الأمريكية ستنجح.
ورفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة المقرر إنشاؤها في شمالي سوريا غير تركيا.
وقال أردوغان، في خطاب له في بلدية أرضروم، يوم الجمعة الماضي، إن السيطرة الفعلية على المنطقة الآمنة ستكون بيد تركيا، مضيفًا أن أنقرة منغلقة أمام الحلول المقترحة كافة خارج هذا الإطار.
وهدد أردوغان بإنشاء تركيا للمنطقة الآمنة لوحدها في حال لم تُنفذ الوعود بإقامتها، مشيرًا إلى أنها مستعدة لدفع الثمن.
وتوقع الرئيس التركي إنشاء المنطقة خلال بضعة أشهر، مشيرًا إلى أن صبر تركيا غير محدود وستنشئها بنفسها.
لكن أحمد أشارت إلى أن واشنطن تركز على “تهدئة” تركيا من أجل إيجاد تسوية من شأنها أن تسمح للقوات الكردية بالبقاء، مؤكدة أن الولايات المتحدة صرحت لوسائل إعلام أنها لن تقبل بالهجوم على حلفائها الذين حاربوا تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنها استدركت أن آلية الحماية هذه لا تزال غير واضحة.
وحذرت من خطر عودة تنظيم “الدولة” عقب الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا، وذلك في ظل خسارته جميع أراضيه تقريبًا في الوقت الحالي.
ودعت إلى اتفاق شامل حول شرق سوريا، يراعي إدراج “المؤسسات الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي” في الدستور.
وكان الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، رياض درار، صرح في وقت سابق من الشهر الحالي أن المنطقة الآمنة يجب أن تكون محايدة، معتبرًا أن دخول تركيا إليها سيكون بمثابة “احتلال”.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اقترح إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا على أن تكون بعرض 20 ميلًا (32 كيلومترًا).
ورحبت تركيا مرارًا بإقامة المنطقة، وأعربت عن استعدادها لإنشائها وحمايتها وتولي شركة الإسكان التركية أعمال الإنشاءات فيها، بحسب ما أكد أردوغان خلال كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” في البرلمان، الثلاثاء 15 من كانون الثاني.
–