أعلن النظام عدم وجود رغبة لديه بإقامة أي نوع من العلاقات مع فرنسا، بحسب مصدر في وزارة الخارجية لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وقال المصدر أمس، الاثنين 28 من كانون الثاني، إن “سوريا غير مهتمة البتة بأن يكون لها أي نوع من العلاقات مع دولة أسهمت في العدوان الإرهابي عليها وتلطخت أيديها بدماء السوريين”.
ويأتي ذلك ردًا على تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول إعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال ماكرون، خلال لقائه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة أمس، إن تطبيع الدول مع النظام السوري “غير مقبول” دون تحقيق تقدم في الحل السياسي في سوريا.
المصدر اعتبر أن تصريح ماكرون هو “تأكيد على الاستمرار في السياسة الفاشلة التي انتهجتها الحكومات الفرنسية المتعاقبة إزاء سوريا”.
كما اعتبر أن “حديث ماكرون عن العملية السياسية ما هو إلا محاولة لغسل يديه من الدماء التي سفكت في سوريا جراء سياسات بلاده التخريبية”.
ووصف المصدر ماكرون بالرئيس “المجرد من الشرعية الشعبية”، بسبب الاحتجاجات ضده من قبل من أطلق عليهم “السترات الصفراء”.
وطالب المصدر الرئيس الفرنسي بتكريس طاقاته لمعالجة الأزمات التي تعصف ببلاده في الداخل عوضًا عن التدخل في شؤون الآخرين.
وجاء تصريح الرئيس الفرنسي عقب إعادة فتح بعض الدول العربية سفاراتها في دمشق، ومن بينها البحرين والإمارات، فيما تسعى بعض الدول لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، ما يعطيه شرعية ويعيد تأهيله على الساحة العربية.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أكدت، مطلع الشهر الحالي، أنها لا تعتزم فتح سفارتها في دمشق وتبادل البعثات الدبلوماسية مع النظام السوري.
وعُرفت فرنسا منذ اندلاع الثورة السورية بموقفها المعادي للنظام السوري، مطالبةً برحيل الأسد ومحاسبته على ما أسمته “جرائم حرب” ارتكبها في السنوات الأخيرة.
لكن الموقف الفرنسي حيال الثورة السورية شهد تخبطًا مع وصول ماكرون إلى السلطة، الذي صرح مرارًا أنه لا يرى بديلًا شرعيًا للأسد، وأن بلاده “لا تعتبر الأسد عدوًا لفرنسا بل عدوًا للشعب السوري”.
ثم عاود ماكرون التصريح بأن التفاوض مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لن يمنع محاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه، ملمحًا بذلك إلى استئناف الحوار مع النظام.
–