عضوان الأحمري.. صوت “شبابي” للسعودية من منبر “إندبندنت عربية”

  • 2019/01/28
  • 11:27 ص

عبر “سناب شات” اعتاد الإعلامي السعودي، عضوان الأحمري، أن يطلّ على متابعيه بشكل متكرر ليواكب التطورات السياسية في الشرق الأوسط والعالم، ويقدم تحليلاته بلغة “الصحفي المهني”.

لكنه اليوم بات يملك منبرًا أكبر، يشرف فيه على محتوى صحفي موجّه للقراء العرب، ويحمل مسؤولية اسم من الصعب أن تُؤدى رسالته على أتمّ وجه.

مع الإعلان عن إطلاق موقع “إندبندنت عربية” في 24 من الشهر الحالي، لمع نجم الصحفي السعودي الشاب عضوان الأحمري، بعد أن عُيّن رئيسًا لتحرير الموقع الجديد الذي أرادت له “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” أن يكون نسخة معدلة عن الصحيفة البريطانية الشهيرة “ذا إندبندنت”.

ومنذ ذلك الحين يستمر الموقع بضخ المواد الصحفية المطولة، وأخرى مترجمة عن الصحيفة البريطانية الأم، ويواكبه الأحمري بمشاركتها عبر صفحته على موقع “تويتر”.

يطمح الأحمري، كما قال في لقاء مع صحيفة “سبق السعودية” نشر في 24 من الشهر الحالي، إلى أن يصبح موقعه “أمنية لكل صحفي عربي أن يلتحق به”، إذ يوفر سياسة تحريرية تعطي مساحة تحليلية للصحفي، كما يتبيّن من المواد المنشورة عبر الموقع.

لكن هذه المساحة ليست بالضرورة “حرّية تعبير” أو “استقلالية تحريرية”، إذ تتوزع المواد الصحفية التي تؤيد سياسة المملكة العربية السعودية، وتهاجم معارضيها، في أقسام عدة من الموقع.

وتبدو هذه السياسة متوافقة بشكل كبير مع توجهات الأحمري، الذي تكرر ظهوره خلال الفترة الأخيرة على المحطات التلفزيونية العربية والعالمية للحديث عن قضايا عدّة تتعلق بالصراع الخليجي- الخليجي، مدافعًا عن مواقف دولته.

وعقب اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تشرين الأول الفائت، ظهر الأحمري في لقاءات تلفزيونية عدّة، ونفى فيها أن يكون خاشقجي مختطفًا أو مقتولًا في القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية.

https://www.youtube.com/watch?v=_zvYSBBG3u8

وخلال لقاءاته، يستخدم الصحفي الحاصل على ماجستير في وسائل الإعلام الرقمية من جامعة “نيويورك سيتي” الأمريكية عام 2012، مصطلحات مهنية صحفية، فيتساءل دائمًا عن مصادر الأخبار ويشكك بمصداقيتها، ويبني أغلب تحليلاته على هذا الشك.

وكان الأحمري عمل في جريدة الحياة اللندنية بين عامي 2012 و2013، وشغل قبلها منصب محرر مقال أسبوعي في جريدة “الوطن” السعودية، منذ 2003 حتى 2012.

لكن المنصب الأخير الذي شغله قبل استلامه رئاسة تحرير “إندبندنت عربية” كان “رئيس خدمات الديجيتال والأونلاين” في جريدة “الشرق الأوسط”.

واحتفى به زملاؤه في “الشرق الأوسط” عقب انتقاله، وكتب الصحفي اللبناني، غسان شربل، عبر حسابه في “تويتر”، “إندبندنت عربية غرسة جديدة في حديقة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. أهلًا بها ونتوقعها دينامية ولامعة كرئيس تحريرها الزميل عضوان الأحمري”.

ولا ينكر الأحمر “الدينامية” التي تحدث عنها غسان شربل، ويعبر عنها في إحدى تغريداته فيقول “الإنسان يتعلم. ولا يقف عند حد معين. والدروس المستفادة من الأحداث، أن عدو الأمس صديق اليوم، ولا صديق دائم أو عدو دائم في السياسة. تحليل الأحداث أفضل من الحكم عليها، وانتظار النتائج أفضل من استباقها”.

ولذلك، يغلب على شخصية الأحمري الحس التحليلي، الذي يعبر عنه بطلاقة لغوية، في مقابلاته وتسجيلاته المصورة التي يتحدث بها عن الأحداث السياسية، ويوجهه ضدّ من يختلف معه في الرأي خلال اللقاءات والحوارات التلفزيونية.

كما يفرضه كخط تحريري على الموقع الناشئ، الذي يقول الصحفي الشاب إنه “سيقدم تحقيقات صحفية ومطولات وبحث عما وراء الخبر، ولن يكون وجهة لمن يبحث عن الأخبار العاجلة”، بحسب صحيفة “سبق” السعودية.

ويواجه الأحمري انتقادات كثيرة يطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان عام 2011 تقدم بشكوى ضد قناة يوتيوب تحمل اسم “905” اتهمته بالعمالة لإسرائيل.

كما توصف علاقته بـ “المتوترة” مع الإسلاميين، لكنه رفض ذلك في لقاء مع صحيفة “الوئام الإلكترونية” السعودية، وقال بحسب اللقاء المنشور عام 2011 “أنا علاقتي متوترة مع بعض الحركيين، علاقتي جيدة بقيادات هيئة الأمر بالمعروف وبكثير من العلماء والدعاة”.

ووفق ذلك، يدعم الأحمري التوجهات الجديدة للمملكة العربية السعودية، وكان قد عبّر عن دعمه لإنشاء “هيئة الترفيه” عام 2016 وقال عنها على تويتر إنها “تلامس واقع التركيبة السكانية للمجتمع السعودي. 70% منه شباب. وتنظيم عمل الهيئة مرتبط بذلك”.

كما لا يوفر مناسبة للتعبير عن دعمه المطلق لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فيقول في مقالة له منشورة في موقع صحيفة الشرق الأوسط في تشرين الثاني 2017، إن “هناك حالة تماهٍ عجيبة بين تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرأي العام في المملكة. قبولها والترحيب بها لأسباب كثيرة، منها أنها مرتبطة بالأمل والمستقبل وللحالمين فقط”.

ويتحول الأحمري اليوم إلى واجهة إعلامية شبابية جديدة للمملكة العربية السعودية، متوافقة مع توجهاتها السياسية ومعبرة عنها، من منبر إعلامي يراد له أن ينافس مؤسسات إعلامية كبيرة على المستوى العربي.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي