كلف الاتحاد السوري لكرة القدم فاروق بوظو برئاسة لجنة الخبرات والتطوير في الاتحاد بعد الإعلان عن حل الكادر الفني والإداري للمنتخب السوري عقب خروجه من كأس أمم آسيا المقام في الإمارات من الدور الأول وبنقطة وحيدة.
تكليف البوظو جاء في بيان لاتحاد الكرة السورية، السبت 26 من كانون الثاني، اعتذر فيه الاتحاد من الجماهير السورية على الأداء في الأمم الآسيوية.
بوظو الذي شغل المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام في 2001، بات اليوم أمام تحدٍ جديد من نوعه بسبب ارتفاع سقف الطموحات المطلوب تلبيتها، خاصة بعد نكبتي التأهل إلى كأس العالم روسيا 2018، والخروج من الأمم الآسيوية في الإمارات.
ويرى رئيس “الاتحاد السوري الحر لكرة القدم” نادر الأطرش، أن لا أحد يستطيع إغفال مسيرة فاروق بوظو على الصعيدين الرياضي والتحكيمي وحتى الإداري، بعد استلامه للاتحاد السوري لكرة القدم.
ولكن اليوم لا يمكن الاستفادة من “الجنرال بوظو” كما وصفه الأطرش، بسبب عمره، مشيرًا إلى أن تعيينه هو لتغطية فشل رئيس الاتحاد الرياضي لكرة القدم، فادي الدباس، إذ إنه عندما يتم الحديث عن أي قرار جاء عن طريق فاروق بوظو، “لا يستطيع أحد أن يعلق عليه”، بحسب تعبير الأطرش.
بدأ بوظو، الذي تجاوز الثمانين من العمر، العمل في كرة القدم السورية سنة 1966 كأمين عام للاتحاد السوري، وشارك في إطلاق أول مسابقة دوري سوري سنة 1966، وتدرج في المناصب المحلية كنائب لرئيس الاتحاد السوري، ثم رئيس للاتحاد منذ عام 1982 حتى عام 1994، قبل أن يتفرغ لمناصبه القارية والدولية.
يرى بوظو في حوار سابق مع موقع “هاشتاغ سوري” مطلع عام 2017، أن كرة القدم السورية اليوم أفضل مما سبق، لا سيما أنه يمثلها عدد من اللاعبين المحترفين والمتميزين، فيما ينقصها، وفق ما قال، الاحتراف الخارجي، الذي كان يجب أن يبدأ حينما فاز بدورة المتوسط عام 1987، مشيرًا إلى أن الأندية التركية طلبت أكثر من ستة لاعبين ليلعبوا معها، ولكن الاتحاد الرياضي حينها منعهم من ذلك.
بوظو الذي يعتبر أكثر انفتاحًا من غيره إلى كرة القدم العالمية من قيادات الاتحاد الرياضي العام والاتحاد السوري لكرة القدم، كان السد المنيع الذي حمى الكرة السورية في عدة مناسبات، حينما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم فرض عقوبات أو وقف نشاطات الكرة السورية، وفي كل مرة كان “الجنرال”، يخلصها بحكم علاقاته القوية مع شخصيات نافذة في الاتحاد.
تربط بوظو علاقة قوية مع فجر إبراهيم، مدرب المنتخب السوري الحالي، عن طريق جريدة “الوطن” المقربة من النظام السوري، وفق ما قال الأطرش، ما يفسر إعادة تفعيله في قيادة الكرة السورية.
ولكن الأطرش يرى أن بوظو لن يستطيع تغيير أي شيء على الإطلاق، طالما أن فادي الدباس لا يزال في مركزه.
“الجنرال بوظو” غير مقتنع تمامًا بجميع المدربين المحليين، كما أنه ليس مقتنعًا باللجوء للمدرب الأجنبي “الضعيف”، فالمدرب العالمي صاحب المستوى العالي “لن يقبل التدريب بهذه الملاعب السيئة، قبل كل شيء يجب أن تتوفر الإمكانات ثم تبحث عنه حتى ينجح”.
فاروق بوظو أصبح أول حكم سوري يشارك في تحكيم نهائيات بطولات عالمية حينما أدار مباريات في نهائيات كأس العالم للشباب في تونس عام 1977، وفي نهائيات كأس العالم في الأرجنتين سنة 1978، بالإضافة لكونه محاضرًا دوليًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ عام 1980.
من الواضح أن بوظو يعرف تمامًا ما تعانيه الكرة السورية سابقًا وحتى اليوم، ولكن السؤال المطروح حاليًا، هل بإمكانه وضع استراتيجة شاملة لتطوير الكرة السورية، خاصة أنه ليست هناك مسابقات دولية في المنظور القريب، أم أن تعيينه في الاتحاد السوري هو إبرة مخدر جديدة لإقناع الجماهير بأن الإدارة الكروية تعمل على تفعيل الخبرات لتطوير الكرة السورية؟
–