نفوذ تنظيم “الدولة” يقترب من نهايته شرق الفرات
عنب بلدي – خاص
يقترب نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” من نهايته في آخر جيوبه بمنطقة هجين شرقي دير الزور، مع تزايد وتيرة المعارك التي تخوضها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضده بمساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب ما يقدمه الاستشاريون الأجانب على الأرض.
وكانت “قسد” بدأت، في أيلول الماضي، عملية عسكرية لإنهاء نفوذ التنظيم شرق الفرات، كآخر المراحل من حملة “عاصفة الجزيرة”، وحققت في الأيام الماضية تقدمًا واسعًا وتمكنت من حصر مقاتلي التنظيم في مساحة 15 كيلومترًا مربعًا.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، يتركز نفوذ تنظيم “الدولة” حاليًا في بلدة المرشدة التي تحاول “قسد” دخولها، إلى جانب بلدة الشجلة القريبة من الباغوز والسفافنة.
التنظيم منحصر في جيب صغير
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ “قسد”، مصطفى بالي، عبر “تويتر”، الجمعة 25 من كانون الثاني الحالي، إن “قسد” حققت “تقدمًا هائلًا في الأسابيع الأخيرة، وتمكنت من السيطرة على مساحة كبيرة جدًا وحصرت التنظيم في زاوية صغيرة”.
وأضاف بالي أن التنظيم ينحصر حاليًا في أقل من 15 كيلومترًا مربعًا شرق الفرات، مشيرًا إلى أن “دولة الخلافة تلفظ أنفاسها الأخيرة في بلدة المرشدة”.
وأعلنت “قسد” الجمعة الماضي، أن نحو 150 مقاتلًا من التنظيم سلموا أنفسهم على محور بلدة الباغوز، “غالبيتهم من جنسيات أجنبية”.
وفي ظل إعلانات السيطرة الميدانية لـ “قسد” على بلدات وقرى في منطقة هجين على حساب التنظيم، تغيب رواية التنظيم حيال خسارته لتلك المناطق وانخفاض مساحة معقله الأخير.
لكن وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم أعلنت، الجمعة الماضي، عن هجومين “استشهاديين” ضربا تجمعين لـ “قسد” في محيط بلدة الباغوز، وأديا إلى مقتل وإصابة عدد من العناصر، بحسب وصفها.
وكانت الوكالة تحدثت الخميس الماضي، عن هجوم واسع شنه مقاتلو التنظيم على مواقع “قسد” في محيط بلدة الباغوز، مشيرة إلى مقتل وإصابة سبعة عناصر منهم.
فترة محدودة
في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم كوباني، الجمعة 25 من كانون الثاني، إن الوجود العسكري لـ “الخلافة” التي أعلنها التنظيم سينتهي خلال شهر في حد أقصى، مع اقتراب المعارك من خواتيمها.
وأضاف، “أظن أننا خلال الشهر المقبل سنعلن بشكل رسمي انتهاء الوجود العسكري على الأرض للخلافة المزعومة (…) نستطيع القول إن عملية قواتنا ضد تنظيم داعش في جيبه الأخير وصلت إلى نهايتها”.
وأوضح “كوباني” أن فترة الشهر “كحد أقصى” تتضمن “الوصول إلى الحدود العراقية وتطهيرها وتطهير المنطقة من الألغام، وملاحقة الخلايا المختبئة فيها”.
في حين توقع مسؤولون غربيون، أواخر العام الماضي، في تصريحات عدة، انتهاء نفوذ “التنظيم” مع بداية العام الحالي.
وقال رئيس الأركان الفرنسي، الجنرال فرانسوا لوكوانتر، في أيلول الماضي، إن “تنظيم داعش لن يكون مسيطرًا على أي أراضٍ مع نهاية العام، من دون شكّ، قبل نهاية فصل الخريف”.
وتعتبر فرنسا عضوًا مشاركًا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أيلول 2014، إلى جانب77 دولة.
وفي نيسان 2013 تم الإعلان عن إقامة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، ليعلن أمير التنظيم، “أبو بكر البغدادي”، عما أسماه “الخلافة الإسلامية” في تموز 2014، متخذًا من الرقة السورية عاصمة له.
لكن نفوذه بدأ بالانحسار خلال العامين الماضين نتيجة عمليات عسكرية شنت ضد مناطق خاضعة لسيطرته من فصائل “الجيش الحر” المدعومة تركيًا، وقوات الأسد المدعومة روسيًا، و”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكيًا، لتقتصر سيطرته حاليًا في جيبين، الأول على الضفة الشرقية لنهر الفرات ويسمى “جيب هجين”، والآخر يقع في المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى بادية دير الزور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :