جلسة تعفيش

  • 2019/01/27
  • 1:49 ص

إبراهيم العلوش

الآن وقد انتصر الأسد على المؤامرة، والتقط قادة الأجهزة الأمنية أنفاسهم، بعد أن فرغوا من واجباتهم الوطنية، في المعتقلات وفي السجون، وعلى الحواجز، وهم يبيدون العملاء والخونة، والعراعير، بحماية الطيران الروسي الصديق، والميليشيات الإيرانية الشقيقة، فما على المنتصرين إلا إعادة كتابة التاريخ من جديد لتقويم تداعيات النصر “الإلهي العظيم”.

فلنبدأ من الأمور الجانبية والصغيرة لترسيخ النصر، ولنسمِ الأشياء بأسمائها، فساحة “الشهبندر” ستصبح ساحة “عاطف نجيب”، فالشهبندر اسمه تركي لا يستحق أن يطلق على ذرة تراب في هذا الوطن.

وقصر العظم لن يستمر بهذا الاسم الأردوغاني العميل، وسيكون اسمه قصر الأسد، وهذا لا جدال فيه أبدًا، وساحة “يوسف العظمة” حتمًا ستكون باسم ساحة “قاسم سليماني” الذي حررنا من الإرهابيين.

وسوق الحميدية المسمى على اسم السلطان العصملي، والرجعي، سيكون اسمه سوق المخلوفية!

ودوار “السبع بحرات” سيكون دوار “السبع حواجز” إكرامًا للأبطال الذين رابطوا على الحواجز بانتظار الخونة والعملاء!

ودوار الأمويين سيكون باسم دوار المخابرات الجوية، وهذه شهادة تقدير لأبطال هذا الجهاز، الذين أبادوا عشرات ألوف الخونة في أقبيتهم، بالتنسيق مع رجال الحرس الثوري الإيراني الشقيق.

أما قلعة دمشق فهي حتمًا قلعة الأسد، وتمثال صلاح الدين سيترك مكانه (بلا زغرة) لتمثال الأب “الخالد”، وحتى قبر صلاح الدين “والله.. يا حبيب لازم تطلع منه.. لأنه القائد الخالد جاي على باله يرجع ع الشام”، فالقرداحة صارت بحماية روسيا الصديقة.

أما ساحة الاستقلال فصار اسمها ساحة “بدكن حرية”. وحتى جبل قاسيون “لشو هالاسم وليش ما بيكون جبل بوتين”، والفتة الشامية ليش ما بتصير باسم “فتة بريغوجين” طباخ بوتين، وشريكه بالغاز وبالبترول؟ وعلى ذكر الغاز والبترول، والله الناس هلكها البرد، “بس الأمان والخلاص من الإرهابيين والنصر على الوهابية أهم من الدفا وما بعرف شو…”.

ساحة “القديس حنانيا” صار اسمها ساحة “شادي حلوة”، وشارع فارس الخوري صار اسمه شارع “كوليت خوري”، ففارس الخوري لم يشارك في التصدي للمؤامرة الكونية، بينما حفيدته سهرت ليل نهار، وعملت بتوجيهات البشار الذي تصدى للمؤامرة الرجعية.

أما ساحة المرجة فهي محجوزة للبطل سهيل الحسن، الذي نسّق مع الأصدقاء الروس، وخاض ساحات الوغى… بالإضافة إلى خطاباته التاريخية، والفلسفية، التي سيتم تعليقها في المكتبة الظاهرية، وحتمًا سيقوم السيد مدير المكتبة بتغيير اسمها إلى اسم قائد قوات النمر، من باب التكريم لأهمية هذه الخطابات في تاريخ الأمة الأسدية الجديدة.

وعلى اعتبار أن الكثير من أبناء القوميات الأخرى يعترضون على تسمية الجمهورية العربية السورية، فلا بأس من تغيير الاسم إلى الجمهورية الأسدية السورية، وهذا ليس تنحية للدور العروبي، بل من أجل حل مشكلة قانونية قد تقود إلى حروب عرقية، وربما حروب أهلية لا سمح الله، فالأسدية تعبير عن العروبة وعن الفينيقية.. وعن كل هالحكي!

وعلى اعتبار أن أسماء أبطالنا أكثر من الشوارع، ومن الساحات، ومن المواقع التاريخية، فقد تقوم القيادة بتنسيق إطلاق الأسماء، بحيث تقوم اللجان الشعبية بإزالة الأسماء الرجعية القديمة، وإطلاق أسماء أبطالنا عليها، فساحة الشيخ ظاهر، لماذا لا تصبح ساحة الشيخ أحمد شلاش مثلًا، هل سيعترض أحد، أو يشكك بالدفاع المستميت للشيخ أحمد شلاش عن القائد الأسد؟

أما اسم مضحك مثل اسم قسطاكي الحمصي مثلًا، لماذا لا يترك مكانه للمحلل الدكتور طالب إبراهيم، صاحب نظرية الاستفادة من المدن المهجورة بزرع البطاطا فيها، والداعي إلى استعمال الكيماوي في إبادة العملاء والخونة؟

وساحة سعد الله الجابري لماذا لا تكون باسم النائب الوطني والمحلل السياسي شريف شحادة؟

هذا.. ناهيك عن الضواحي التي يجب أن تحمل أسماء من ساندوا الدولة، وأسهموا في ترسيخ النظام… فبدلًا من أسماء ضاحية قدسيا وضاحية دمر المتجاورتين، لماذا لا تكونان باسم ضاحية بشرى، وضاحية آصف.. عاشقي الأسد والأمن العسكري؟

وبدلًا من اسم ضاحية الست زينب، لماذا لا يكون اسمها ضاحية السيدة ناعسة، أم القائد المؤسس لنهضة سوريا الحديثة؟ وهذا سيكون حتمًا بالتنسيق مع أشقائنا الايرانيين.

وحتى العيد لماذا لا نفكر بتغيير اسمه، فسيدنا إسماعيل فداه الله بكبش، بينما الباسل راح ضحية، وما اعترفت عليه حتى شركة مرسيدس، ونحن لا نطالب بتغيير شعائر الصلاة، ولا ذكر أسماء جديدة فيها، لا والله، لماذا لا نغير اسم عيد الأضحى في النشرات والمراسلات الرسمية، إلى اسم عيد الباسل.. شهيد الأسد اللي بكى عليه كل الشعب السوري، وكل مؤمن بعظمة القائد (الخالد).

هموم التاريخ والجغرافيا كبيرة، وما هذا الانتصار إلا مرحلة واحدة من انتصارات قادمة، تعيد النظر بالأفكار، وبالأماكن، وقد تمتد إلى إعادة تسمية العالم، وحتى إعادة تسمية الكواكب من جديد، وخاصة كوكب المريخ منبع المؤامرة الأخيرة على سوريا الأسد.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي