أرسلت روسيا مقاتلين من شركة “فاغنر” الأمنية إلى فنزويلا لحماية الرئيس، نيكولاس مادورو، بعد الانقلاب السياسي على نظام حكمه في الأيام الماضية.
وذكرت وكالة “رويترز” في تقرير لها اليوم، السبت 26 من كانون الثاني، أن متعهدين عسكريين يقومون بمهام سرية لروسيا سافروا إلى فنزويلا خلال الأيام القليلة الماضية لتعزيز الأمن للرئيس نيكولاس مادورو، وذلك وفقًا لما قاله شخصان قريبان منهما.
وقالت إن المقاتلين المتعاقدين الذين وصلوا إلى فنزويلا يرتبطون مع مجموعة “فاغنر”، والتي قاتل معظمهم أفرادها سرًا في سوريا وأوكرانيا.
ونقلت عن قائد على صلة بـ”فاغنر” أن المقاتلين وصلوا إلى فنزويلا الأسبوع الحالي، أي قبل يوم أو يومين من احتجاجات المعارضة.
ومجموعة “فاغنر” هي الاسم الرسمي للشركة العسكرية الخاصة “فاغنر”، التي تجند المرتزقة الروس وتدربهم ثم ترسلهم للقتال في سوريا.
والمجموعة أقرب إلى التشكيل المسلح الذي يؤدي مهام الجيش نفسها، لكنه منظم وممول من أفراد وليس من الدولة.
وكانت صحيفة “إر بي كا” الروسية الخاصة قدرت نفقات روسيا على مشاركة المرتزقة في العمليات بسوريا منذ بدايتها حتى عام 2016 بما يزيد على 150 مليون دولار في مقالة نشرتها في أيلول 2016.
وتبدأ أجور عناصر “فاغنر” من حوالي 1500 دولار في أثناء التدريب بقاعدة “مولكينو” جنوب روسيا وتصل إلى خمسة آلاف دولار في أثناء المشاركة بالعمليات في سوريا.
وشهدت فنزويلا، الخميس الماضي، انقلابًا سياسيًا ضد الرئيس مادورو، إذ أعلن زعيم المعارضة في البلاد، خوان غوايدو، نفسه رئيسًا “بالوكالة” لحكم فنزويلا، وذلك خلال احتجاجات شعبية ضد النظام الحاكم.
واتهم الرئيس الحالي، نيكولاس مادورو، واشنطن بتدبير ما وصفه بالانقلاب “غير الشرعي” على نظام الحكم، معلنًا طرد الدبلوماسيين الأمريكيين من بلاده، حيث أمهلهم 72 ساعة لمغادرة البلاد.
في حين ردت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، نقلته شبكة “CNBC News”، بقولها إنها لن تسحب دبلوماسييها من فنزويلا، لأن واشنطن “لا تعتبر الرئيس السابق نيكولاس مادورو لديه السلطة القانونية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، أو إعلان دبلوماسيينا أشخاصًا غير مرغوب بهم”.
وبحسب رويترز انطلق “المرتزقة” الروس في طائرتين مستأجرتين إلى هافانا وكوبا، حيث نقلوا على متن رحلات تجارية منتظمة إلى فنزويلا.
وقال أحد المصادر الروسية المقربة من مجموعة “فاغنر”، ويقاتل في نزاعات أجنبية، إن المقاتلين كانوا قد وصلوا في البداية قبل الانتخابات الرئاسية في أيار 2018، لكن مجموعة أخرى وصلت في الآونة الأخيرة.
وشهدت فنزويلا في الآونة الأخيرة احتجاجات شعبية ضد النظام الحاكم، خاصة من قبل أنصار المعارضة، بسبب تدهور الاقتصاد الفنزويلي وارتفاع الأسعار، نتيجة تراجع أسعار النفط عالميًا، والذي تمثل صادراته عصب الاقتصاد في البلاد.
وكانت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري قد أعلنت، في الأيام الماضية، رفضها للانقلاب السياسي على نظام الحكم في فنزويلا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله، الخميس الماضي، إن سوريا “تجدد تضامنها الكامل مع قيادة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية في الحفاظ على سيادة البلاد، وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأمريكية”.
بينما صرح رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف بأن الولايات المتحدة تتدخل “بشكل سافر” في الشؤون الداخلية لفنزويلا.
وقال كوساتشوف، الخميس الماضي، مهما حدث في فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنًا داخليًا لهذه الدولة، مضيفًا، “كل السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا، بما في ذلك التصريحات الأخيرة (للرئيس دونالد) ترامب تعتبر تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية”.