دعت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى ضرورة إصلاح المنظمات الدولية الكبرى في ظل التغييرات الدولية.
وخلال حضورها لمنتدى “دافوس” الاقتصادي أمس، الأربعاء 23 من كانون الثاني، أكدت ميركل على ضرورة إصلاح المنظمات الدولية الكبرى في ظل تغير موازين القوى في العالم.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنه يتعين على المنظمات الدولية أن تعكس الموازين الجديدة للقوى، لافتةً إلى أن دولًا كالصين والهند على سبيل المثال باتت تؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل أقوى.
وأشارت ميركل في حديثها إلى أهمية “التعددية”، مشيرة إلى أنها “حتى مع ما تتطلبه من شجاعة، هي الشرط الأساسي لسياستنا”.
وأقرت ميركل بصعوبة تطبيق هذه الإصلاحات، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنها ضرورية.
وحذرت من أنه في حال اتسم رد فعل أي نظام قائم بالبطء الشديد تجاه التغييرات، فإن ذلك سيؤدي إلى تكوين مؤسسات موازية، مستشهدة بتحول “بنك الاستثمار الآسيوي” إلى قوة مقابلة للبنك الدولي.
وكانت دول عدة منها ألمانيا، واليابان، والهند، والبرازيل طالبت بإصلاح عاجل لمجلس الأمن الدولي، والذي لم تتغير تشكيلته، وطريقة عمله منذ الحرب العالمية الثانية.
كما دعت دول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة إلى منح مقاعد دائمة لدول عربية وإفريقية.
وترافقت هذه المطالب مع دعوات لإصلاح حق النقض (الفيتو) لمنع استخدامه في حالات الفظائع على نطاق واسع.
ويرجع سبب حصول الدول الخمس دائمة العضوية على المقاعد الدائمة، وامتياز حق النقض، لانتصاراتها التي تحققت في الحرب العالمية الثانية.
ويراوح إجراء تعديلات في مجلس الأمن مكانه منذ سنوات، فقد جرت محاولات لتقييد، أو إلغاء امتياز حق النقض، استنادًا إلى أن الدول الخمس لم تنتخب بطريقة ديمقراطية لعضوية المجلس، ولا تحقق التمثيل العادل لأغلب أعضائه، ولا تصوت بنظام الأغلبية على القرارات.
كما أن مجلس الأمن لا يعكس بدقة الواقع الجغرافي السياسي، ولهذا طرحت مقترحات عدة من دول ذات توجهات وأبعاد سياسية وجغرافية مختلفة، بهدف جعله أكثر تمثيلًا وكفاءة وشفافية، بما يعزز فعاليته ومشروعية قراراته، ولكن هذه المقترحات باءت بالفشل.
ويتألف مجلس الأمن من 15 عضوًا، خمسة منهم دائمو العضوية، يتمتعون بحق النقض وهم (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) وعشرة غير دائمي العضوية يشغلون المنصب بالتناوب كل عامين.
وانطلق منتدى “دافوس”، أول أمس الثلاثاء، في سويسرا تحت عنوان “نحو مستقبل مشترك في عالم ممزق” ويستمر لمدة أربعة أيام.
ويأتي المنتدى هذا العام وسط مقاطعة قادة أمريكا والصين وفرنسا وبريطانيا والهند لجلساته، وبحضور نحو 70 رئيس دولة وحكومة و38 من قادة المنظمات الدولية، إضافة لنحو ثلاثة آلاف شخص من الأثرياء وأصحاب السلطة في العالم.
ويناقش المنتدى أزمات كبرى يواجهها العالم، من بينها، ردم الفجوة في الدخول بين الأغنياء والفقراء، وتداعيات التباطؤ الصيني على النمو العالمي، وأزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” وتغير المناخ وأزمات أوروبا الاقتصادية، وفق ما صرح رئيسه كلاوس شواب.
واعتذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن عدم حضور المنتدى عازيًا ذلك لمشاكل داخلية تعاني منها بلاده كإغلاق الحكومة الأمريكية، والخلاف مع الكونغرس حول مخصصات الجدار العازل مع المكسيك.
–