تضاربت روايات النظام السوري حول التفجير الذي ضرب منطقة المتحلق الجنوبي في العاصمة دمشق صباح اليوم، الأحد 20 من كانون الثاني.
وذكرت الوكالة الرسمية “سانا” و”التلفزيون السوري”، في ساعات التفجير الأولى أن، “دوي انفجار سمع في منطقة المتحلق الجنوبي وأنباء أولية تتحدث عن عمل إرهابي”.
وقالت شبكات مقربة من النظام بينها “إذاعة شام إف إم”، إن الانفجار ضرب نقطة عسكرية بالقرب من منطقة المتحلق الجنوبي، وقامت وحدات الهندسة بمعاينة موقع الانفجار.
وأضافت أن “الأجهزة الأمنية أحبطت تفجيرًا ثانيًا بتفكيك عبوة ناسفة وملاحقة إرهابيين، حيث أغلقت الطرق المؤدية للمتحلق من جهة كفرسوسة والمزة وجسر الزاهرة”.
ولم تنشر وسائل إعلام النظام أي صورة أو تسجيل مصور من مكان التفجير، وكانت قد أشارت إلى إغلاق الطرق الواصلة إلى المتحلق بعد التفجير بشكل فوري، لتذكر منذ قليل أنها فتحت بالكامل وعادت الحياة إلى طبيعتها.
مراسل “التلفزيون السوري”، جعفر يونس كتب منشورًا عبر “فيس بوك” خالف الرواية الرسمية السابقة.
وقال يونس إن ما حصل هو “عبوة ناسفة معدة للتفجير كانت موضوعة على طريق المتحلق الجنوبي بين جسر اللوان وجسر كفر سوسة، تم اكتشافها من قبل الجهات الأمنية المختصة التي قامت بنقلها إلى أرض ترابية قرب الأوتوستراد وتفجيرها دون وقوع أي إصابات أو أضرار مادية”.
لكن “سانا” ذكرت على لسان مراسلها أعقب منشور يونس، أن “التفجير الذي سمع صوته في دمشق عبارة عن تفجير عبوة ناسفة دون وقوع ضحايا، ومعلومات مؤكدة بإلقاء القبض على إرهابي”.
وأوضحت شبكة “صوت العاصمة”، التي تغطي أخبار دمشق، أن إطلاق نار سُمع بشكل مُتقطع قبل التفجير، تلاه صوت مُتوسط الشدة، ومن ثم إطلاق نار متقطع لمرة أخرى استمر لأكثر من ربع ساعة.
وأكدت نقلًا عن مصادر في دمشق وقوع قتلى وجرحى عند النقطة الأمنية التي تم استهدافها، مع مُلاحقة خلية أخرى والاشتباك معها على المُتحلق.
وأشارت الشبكة إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز، فضلًا عن إصابة مدنيين كانوا موجودين في المنطقة.
وليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مناطق أمنية للنظام في منطقة المتحلق الجنوبي لتفجيرات وهجمات.
وفي مطلع عام 2018 انفجرت سيارة مفخخة على المتحلق الجنوبي في طرف دمشق، وقالت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، حينها، إنها أحبطت “عملية إرهابية”.
ويعتبر التفجير الحالي الأول من نوعه بعد إعلان النظام السوري السيطرة الكاملة على دمشق وريفها، بموجب اتفاق خرجت فيه فصائل المعارضة إلى الشمال السوري في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” في وقت سابق تفجيرات نفذها في السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، وأخرى داخلها، أبرزها التي طالت قصر العدل في شارع النصر ومطعمًا في منطقة الربوة.
وجاء التفجير الحالي بعد إعلان النظام السوري إزالة حواجز أمنية من وسط العاصمة دمشق، آخرها، أمس السبت، إذ أزال الكتل الإسمنتية والمتاريس من على جسر العدوي والذي فتح بشكل كامل مع منطقة المزرعة.
–