هل يؤثر تفجير منبج في خارطة الطريق الأمريكية- التركية

  • 2019/01/20
  • 10:45 ص
قاعدة أمريكية في منبج بريف حلب الشرقي - أيار 2018 (رويترز)

قاعدة أمريكية في منبج بريف حلب الشرقي - أيار 2018 (رويترز)

عنب بلدي – وكالات

أدى التفجير الذي استهدف دورية للتحالف الدولي وسط مدينة منبج شمالي حلب، لخلط الأرواق بما يتعلق بخارطة الطريق في المنطقة وخطة الانسحاب الأمريكي من سوريا.

شهد السوق الشعبي لمدينة منبج شمالي حلب، الأربعاء 16 من كانون الثاني الحالي، تفجيرًا استهدف دورية مشتركة للقوات الأمريكية و”وحدات حماية الشعب” (الكردية) وأسفر عن مقتل 15 شخصًا بينهم أربعة من الجنود الأمريكيين إلى جانب قتلى وجرحى من “الوحدات” والمدنيين.

وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن التفجير وقال إن “استشهاديًا” يرتدي سترة ناسفة فجّر نفسه بدورية للتحالف الدولي بمدينة منبج، ما أسفر عن سقوط تسعة جنود أمريكيين بين قتيل وجريح، بحسب وكالة “أعماق”.

خارطة الطريق

أثار مقتل الجنود مخاوف لدى تركيا تتمثل بعرقلة اتفاقها مع الأمريكيين حول تسليم المدينة من يد “قوات سوريا الديمقراطية”، خاصة بعد وصف الهجوم من قبل واشنطن بـ”الأعنف” ضد قواتها منذ عام 2014.

وقالت الخارجية التركية في بيان، الأربعاء الماضي، “نؤكد من جديد التزامنا بخارطة الطريق التي صادقنا عليها مع الولايات المتحدة بشأن منبج، وضرورة تنفيذها بجميع العناصر، وتطهير منبج من المنظمات الإرهابية وضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة”.

كما أشارت إلى مواصلة أنشطتها المشتركة مع واشنطن بما يخص خارطة الطريق في أقرب وقت ممكن، وفقًا لتعبيرها.

وعاد المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، أمس الجمعة ليقول، إنه “يجب ألا يسمح للنظام بمحاولة القيام باستفزازات تجاه منبج، ومحاولات تنظيم (YPG وPYD) لإدخال النظام إلى منبج”.

واعتبر المتحدث أن تطهير مدينة منبج من “الوحدات” مسألة أمن بالنسبة لتركيا، مشيرًا إلى أنه على الجميع ألا يحاول استغلال الوضع.

وكانت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية توصلتا إلى “خارطة طريق” في منبج، مطلع حزيران العام الماضي، تشمل إرساء الأمن والاستقرار في منبج، لكن تلك الخطة لم تطبق حتى اليوم، باستثناء الدوريات المشتركة في محيط المدينة.

وهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية ضد “القوات الكردية” في مدينة منبج وشرق الفرات، لكن قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة دفع تركيا إلى التريث.

من المستفيد من التفجير؟

بعد أقل من شهر على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قواته من سوريا، أثيرت تساؤلات في المنطقة حول المستفيد من التفجير، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عقب التفجير، إن “هجوم منبج ربما هدفه التأثير على قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا”، بحسب وكالة “الأناضول”.

وأوضح أردوغان، “هذه الحادثة ربما هدفها التأثير على القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة والسيد دونالد ترامب، لكن لأنني رأيت عزم السيد ترامب بخصوص الانسحاب من سوريا، أرى بأنه لن يتراجع بسبب وقوع العمل الإرهابي لأنه في حال حدث تراجع فإن هذا يكون انتصارًا لداعش”.

لكن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، قال الأربعاء الماضي، إنه والرئيس دونالد ترامب يؤكدان أن واشنطن “ستمضي قدمًا” في خطة سحب قواتها من سوريا، مشيرًا إلى أن خطة الانسحاب لن تتأثر.

وأضاف بنس، في خطابه الأربعاء الماضي، “نحن نبدأ في إعادة قواتنا إلى الوطن (…) لن نسمح أبدًا لبقايا تنظيم داعش بإحياء خلافتهم الشريرة والإجرامية”.

وطالب نواب أمريكيون وحلفاء ترامب بإعادة النظر في خطة الانسحاب، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى استرداد التنظيم لقوته من جديد.

لكن بنس، قال إن الولايات المتحدة ستقاتل لتضمن هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مضيفًا، “سنبقى في المنطقة وسنواصل القتال لضمان ألا يطل داعش برأسه البشع مرة أخرى، وسنحمي المكاسب التي حققها جنودنا وشركاؤنا في التحالف”.

واعتبر ترامب أن تنظيم “الدولة” قد هُزم بالفعل، مشيرًا إلى أنه ما من داعٍ لبقاء القوات الأمريكية في سوريا.

من جهة أخرى اتهم المجلس العسكري في مدينة منبج، التابع لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، خلايا تابعة لـ “درع الفرات” في إشارة لفصائل “الجيش الحر” العاملة في ريف حلب الشمالي، بعد إلقاء القبض على سبعة أشخاص منهم قال إنهم كانوا يخططون لأعمال إرهابية ضمن المدينة من تفجيرات واغتيالات، متهمًا المخابرات التركية بتوجيههم، بحسب بيانه.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي