آلاف الطلاب مهددون بإيقاف التعليم في جسر الشغور

  • 2019/01/20
  • 12:24 ص

طلاب يحضرون درسًا في مدرسة المتنبي في إدلب تشرين الأول 2016 (عنب بلدي)

إدلب – يوسف غريبي

تترقب منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي خطرًا قد يهدد آلاف الطلاب، نتيجة توقف الدعم عن عشرات المدارس في المنطقة.

التهديد يتجسد في إيقاف الدعم عن 61 مدرسة في المنطقة، بحسب مشرف مجمع جسر الشغور التربوي، محمد سائد قدور، الذي أوضح لعنب بلدي أن المنطقة كانت تضم 137 مدرسة تفتح أبوابها للطلاب، لكن منذ بداية العام الدراسي الحالي توقف الدعم عن عدد من المدارس، وبقي المعلمون يعملون بشكل تطوعي.

وأشار قدور إلى تقديم إحدى المنظمات دعمًا لـ 15 مدرسة ضمن الإمكانيات براتب 60 دولارًا للمدرّس الواحد، لكن هذا الدعم زاد الأمر تعقيدًا، وأثار حساسية بين المتطوعين من المعلمين.

وأعرب قدور عن تخوفه من إغلاق المدارس بشكل كامل في حال لم يتوفر أي دعم، الأمر الذي يهدد بحرمان 14 ألف طالب من حقهم في التعليم، مشيرًا إلى أن المجمع أقام ورشات عمل سابقة في تشرين الثاني الماضي، وتمت دعوة العديد من المنظمات العاملة في المنطقة لإطلاعها على الخطر لكن المناشدة لم تكن مثمرة ولم تلق تجاوبًا.

من جهته قال مدير مدرسة البنين في دركوش، حسن زيبق، إن الضرر الأكبر الذي حدث بعد توقف الدعم، هو التحاق أغلب المدرّسين من أصحاب الخبرات العالية بمدارس أخرى تمنح رواتب بقيمة 100 دولار، مشيرًا إلى أن نصف الكادر تخلى عن العمل، في حين تم ترميم الكادر من جديد ليعمل بشكل تطوعي حتى نهاية العام الحالي، معربًا عن تخوفه من تسرب نسبة كبيرة من الطلاب من العملية التعليمية.

حلول مؤقتة

طرحت العديد من الحلول من أجل الطلاب، بحسب قدور، منها تجميع الطلاب في مدارس محددة، لكن وجود أكثر من ألف طالب في مدرسة واحدة يجعل الأمر كارثيًا في حال استهدافها من قبل طيران النظام السوري، خاصة وأن القصف لم يتوقف بشكل كامل على منطقة الجسر، إضافة إلى مخاطر التنقل على الطلاب وعدم وجود القدرة لديهم على الخروج خارج قراهم.

ومن الحلول التي طرحت، التعاون مع المجالس المحلية عبر تقديم سلة إغاثية واحدة في الشهر للمعلم من خلال التبرعات، الأمر الذي يساعد على تثبيت المعلمين، إضافة إلى تخفيض عدد ساعات المدرّسين والطلاب للحد الأدنى، إذ يداوم المدرس يومين في الأسبوع فقط ويعمل بشكل خاص في بقية الأيام، ورغم تسبب ذلك بالتقصير في العملية التعليمية لكن يبقى أفضل من الانقطاع الدراسي بشكل كامل.

كما طُرح أيضًا تقاضي رسوم من الأهالي مقابل التعليم، بحسب قدور، الذي أكد أنه لا يمكن جمع التبرعات من الطلاب، كون هذا الأمر غير مناسب للحالة المادية للأهالي بصورة عامة، فمعظم الناس تحت خط الفقر ولا يمكن دفع أكثر من ألف ليرة شهريًا، لافتًا إلى رفض المقترح حتى لو توقف التعليم في بعض المدارس.

وتقدر الأمم المتحدة في تقييم احتياجاتها الإنسانية لعام 2018 أن 69% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

من جهته أكد زيبق أن حالة الفقر المنتشرة في المنطقة تحول دون دفع رسوم التعليم، الأمر الذي قد يدفع أعدادًا كثيرة من الطلاب إلى التسرب والتوجه نحو العمل.

مقالات متعلقة

تعليم

المزيد من تعليم