الجمعة محركًا من خلف الكواليس
فادي الدباس.. مهندس “النصر الخلبي” السوري كرويًا
كان المرشح الوحيد لانتخابات الاتحاد السوري لكرة القدم، بعد استقالة صلاح رمضان، ليصبح رئيسًا للاتحاد في أيار 2018. إنه فادي الدباس الذي حصل على 92 من أصل 96 صوتًا ليكون منافس نفسه في الانتخابات، على الرغم من أن صحيفة “الوطن” المحلية وصفت الانتخابات بأنها “جرت في أجواء جيدة من النزاهة والديمقراطية”.
يعتبر فادي الدباس نفسه ذا موهبة ناجحة، وليس من الضروري أن يكون الإداري الرياضي لاعبًا سابقًا أو مدربًا.
و قال في تصريح سابق له لصحيفة “الرياضية” المحلية، في عام 2016، سأصبح رئيسًا للاتحاد، وأجاب عن سؤال، العام الماضي، من قبل الإعلامي الرياضي لطفي الأسطواني، حول سبب التأخر باستلام المنصب بالقول، “استلمت نائب رئيس الاتحاد، وكل شي بوقته حلو، ورح اطلع درجة درجة”.
إنجاز آسيوي “إعلاني”
بعد وصول الدباس إلى سدة الاتحاد السوري لكرة القدم، بدأت الأحلام ترتفع وسقف الطموح يرتفع معها في كل مرة، لكن البداية كانت من التصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، إذ فشل المنتخب السوري بالوصول إلى النهائيات في مواجهة الملحق أمام أستراليا، والتي انتهت لمنتخب القارة الصفراء.
استمر الدباس في رفع سقف الطموح ورفع شعار “آسيا إلنا” عن كأس الأمم الآسيوية المقامة في الإمارات، ولكن الشعار كان أكبر من الأداء واللاعبين والكادر الفني للمنتخب، فكانت المشاركة على أسوأ وجه، إذ خرج المنتخب السوري بنقطة واحدة، وسجل في ثلاث مواجهات هدفين واستقبلت شباكه خمسة أهداف، ليخرج من الباب الضيق للمسابقة.
عقب الخروج بدأت المطالب بخروج الدباس ورئيس الاتحاد الرياضي لكرة القدم، موفق جمعة، من واجهة الرياضة السورية، ولكن الدباس عاد ليؤكد بقاءه في مكانه رغم كل ماحدث.
وذكرت صحفة “دمشق الآن” الموالية للنظام السوري أن الدباس باقٍ في مكانه، رافعًا شعار “قطر 2022″، ولكن الدباس عاد لينفي أي تصريح على لسانه من هذا القبيل.
بدأ الدباس بمحاولة كسب النصر الإعلامي قبيل الوصول إلى البطولة الآسيوية بداية من إعلانه التعاقد مع الألماني بيرند شتانغه، الذي سوّق له بأنه مدرب عالمي قادر على أن ينتشل المنتخب السوري من القاع إلى قمة القمم الآسيوية، وليس انتهاء بالحملة الإعلامية الضخمة التي صاحبت انطلاق البطولة الآسيوية، في 5 من كانون الثاني الحالي، وترافق كل ذلك مع الإعلان عن عدد من المعسكرات خلال فترة شتانغه في النمسا ودمشق والإمارات، والتي فيما يبدو لم تؤتِ أكلها.
وعقب الخروج الآسيوي وخلال أيام الهزيمة الكروية السورية بدأت أحاديث غير مؤكدة تنتشر عن خلافات بين أعضاء المنتخب، لتؤكد تلك الأحاديث قبيل مباراة المنتخب السوري مع أستراليا على لسان فجر إبراهيم خليفة شتانغه الذي أعلن نهاية الخلاف على شارة القيادة، والواضح من الخلاف أن لفادي الدباس يدًا فيه من خلال تقاربه من عمر السومة الذي حمل شارة القيادة في مباراتي فلسطين والأردن في دوري المجموعات ليعود أحمد الصالح لحمل الشارة في مواجهة أستراليا.
الخلاف على الشارة بدأ من معسكر النمسا في الصيف الماضي حينما طالب بها الحارس إبراهيم عالمة، واعتبر الصالح أن له الأحقية فيها، قبل أن يعلن عن اعتزاله الدولي بسبب الشارة، وكذلك استبعاد فراس الخطيب، ولكنها ثبتت على يد عمر السومة بإعلان شتانغه.
كيف وصل الدباس إلى قمة الاتحاد؟
علامات استفهام كثيرة حول وصول الدباس إلى رئاسة الاتحاد، خاصة وأنه لم يكن يومًا لاعبًا مشهورًا ولم يبرز اسمه بين الرياضيين الكبار في سوريا سابقًا، ما دفع كثيرين للتساؤل عن كيفية وصوله والجهة الداعمة له.
ظهور عائلة الدباس للشهرة كانت من خلال المصاهرة مع رجل الأعمال السوري، محمد حمشو (زوجة حمشو شقيقة فادي الدباس)، الذي يعتبر مقربًا من العائلة الحاكمة، وخاصة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، وابن خاله رامي مخلوف.
ومع اندلاع الثورة السورية وخلو الساحة من الكوادر الرياضية صاحبة الخبرة نتيجة خروجها من سوريا، ظهر فادي الدباس ورشح من قبل نادي الجيش لعضوية اتحاد كرة القدم، لتبدأ رحلة بسط النفوذ.
ألقاب ومناصب كثيرة تقلدها الدباس منها “أبو اللجان الكروية”، كونه رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، ورئيس لجنة الإشراف على الدوري الممتاز، ورئيس اللجنة الإعلامية، ونائب رئيس اتحاد كرة القدم، قبل أن يصبح رئيس الاتحاد.
كما لقب بـ “ديكتاتور الرياضة” بسبب دعمه القوي من حمشو ومن الاتحاد الرياضي العام.
وحول وصوله لسدة الحكم الكروي كان الدباس مرشحًا سابقًا من جهات عليا، بالوقت الذي أجبر فيه صلاح رمضان على الاستقالة، وفق ما قال رئيس اتحاد كرة القدم “الحر” في إدلب، نادر الأطرش.
الطريق كان معبدًا أمام الدباس بعد أن ضغط موفق جمعة على ناديي المجد والوحدة بعدم ترشيح كل من صلاح رمضان عن نادي المجد وفاروق سرية عن نادي الوحدة، وفق الأطرش، حيث لا يمكن للشخص الدخول للانتخابات دون ترشيح من قبل نادٍ، وبالتالي رشح الدباس من قبل نادي الجيش، فبقي وحده منافسًا نفسه في الانتخابات.
الضخ الإعلامي الذي اعتمده الدباس وإدارة الرياضة السورية أسهم بشكل كبير بصدمة عكسية على الجماهير التي كانت ترى القمة الآسيوية قريبة جدًا، ولكن مع أول احتكاك مع منتخب حقيقي في منافسة حقيقية عادت الطموحات إلى مكانها على أرض الواقع، وبقيت الأغاني والفيديوهات الترويجية في مواقع التواصل الاجتماعي تنتظر مسابقة جديدة لإعادة إطلاقها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :