تترقب محافظة إدلب ما ستكون عليه الأيام المقبلة، بعد توسع سيطرة “هيئة تحرير الشام” وتولي “حكومة الإنقاذ” إدارة معظم المناطق فيها.
وفي حديث لعنب بلدي عرض مصدر في “الجيش الحر”، الأربعاء 16 من كانون الثاني، السيناريو المتوقع لإدلب بعد تغير الخارطة العسكرية على الأرض.
وقال المصدر (طلب عدم ذكر اسمه) إن “الجبهة الوطنية للتحرير” سيتم حلها إلى جانب “هيئة تحرير الشام”، على أن يكون الحل ليس كالمعنى المتعارف عليه بل بصيغة اندماج في جسم موحد لجميع التشكيلات.
وأضاف المصدر أن إدلب ستشهد تقسيمًا سياسيًا وعسكريًا، على أن يكون التمثيل السياسي لفصيل “فيلق الشام” المدعوم من تركيا، والعسكري لـ”الهيئة”.
وكتطور لافت عقب سيطرة “تحرير الشام” على إدلب، أعلنت 18 كتيبة عسكرية الانضمام لفصيل “فيلق الشام” في ريف حلب الغربي.
وبحسب المصدر تعتبر الخطوة التي أقدم عليها “الفيلق” من بين خطوات المرحلة المقبلة.
ولم تتمكن عنب بلدي من التحقق من مصدر آخر بشأن المرحلة المقبلة لإدلب، وسبق وأن تحدثت مع شرعي “فيلق الشام”، عمر حذيفة وقال “من السابق لأوانه التكهن بما ستؤول اليه أمور المنطقة”.
تحول
الداعية عبد الرزاق المهدي قال عبر حسابه في “تلغرام” إن “الشمال المحرر قادم على تحول والله تعالى أعلم”.
وأضاف أن الشمال يمر هذه الأيام بمرحلة لكن لن تطول، وخلال فترة وجيزة ستكون مرحلة ثانية وسيتم خلالها اندماج بل ذوبان بعض الفصائل الكبرى في بعض، وذلك يعني إجراء تعديل على بعض المناهج وتحول كي يكون تقارب وتناسب.
وأوضح المهدي المقرب من “حركة أحرار الشام الإسلامية”، أن المرحلة السابقة سيعقبها خطوة ينتهي خلالها دور الفصائل عسكريًا، وتتلاشى بعض الفصائل.
بينما “يبقى لبعض الفصائل ذات المنهج وجود لكن أشبه ما يكون بحزب سياسي”، بحسب المهدي.
وأوضح المصدر أن “تحرير الشام” تحتاج لبعض الرسائل الدولية في المرحلة المقبلة، كي تنزع صفة “الإرهاب” عنها، ولأجل تطمين المجتمع الدولي.
وقال، “تحاول أن تكون فصيل معتدل، وفي نفس الوقت تدافع عن الساحى الشامية”.
وفي تصريح لافت له منذ يومين أعلن قائد “تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، دعمه توجه تركيا للسيطرة على مناطق شرق الفرات.
وقال الجولاني، “نحن مع التوجه لتحرير منطقة شرق الفرات”.
وأضاف، في لقاء الذي اطلعت عليه عنب بلدي، أن “حزب العمال الكردستاني عدو للثورة، ويستولي على مناطق يقطن عدد كبير فيها من العرب السنة، ونرى ضرورة إزالة هذا الحزب”، موضحًا، “لا يمكن أن نعيق هذا العمل”.
“الإنقاذ” بحلة جديدة
ويتصدر مشهد إدلب في الوقت الحالي دخول “حكومة الإنقاذ” إلى المناطق التي سيطرت عليها “تحرير الشام”، وذلك لإدارتها بعد كبح سلطة المجالس المحلية التابعة لـ”الحكومة المؤقتة”.
وفي حديث سابق مع بسام صهيوني، رئيس الهيئة التأسيسية التي تشكلت بموجبها “حكومة الإنقاذ”، قال، “هناك خطة لإدارة المحرر أعدت مسبقًا لإشراك جميع المناطق في الهيئة التأسيسية والتي تعتبر بمثابة البرلمان”.
وأضاف صهيوني لعنب بلدي، “نحن ننطلق بعدة اتجاهات أبرزها الشق البرلماني وتنظيمه لإشراك جميع الموجودين على الأرض من جميع المحافظات (…) هذا الأمر بداية العمل لإدارة جديدة”.
وأوضح، “هناك آلية واجتماعات مكثفة للوزارات من أجل مناقشة هذه الأمور، ومن الناحية العملية تم ضبط وجرد مقتنيات ومحتويات الأماكن التي دخلت إلى الحكومة جديدًا”.
المصدر قال إن “حكومة الإنقاذ” سيتم إعادة تفعيلها، كي تدخل في العمل السياسي، لكن بواجهة جديدة.
وفي حوار “الجولاني” السابق كان قد قال، “سيرى جميع من يقطن في المحرر أن الفصائل إذا عزلت عن الإدارة المدنية سيكون لها دور كبير في الأيام المقبلة”.
وأضاف، “نسعى إلى إشراك الجميع في الإدارة، والتي ستدار من قبل أكاديميين على مستوى عالٍ من الاختصاصات سواء الطب أو غير ذلك”.
ويبقى المصير الذي ستكون عليه إدلب مرهونًا بما ستخرج منه القمة المقبلة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، في موسكو الشهر الحالي، والتي تأتي في ظل تطورات سياسية وعسكرية على الساحة السورية تتصدرها إدلب ومنبج في الريف الشرقي لحلب، والتي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” (الكردية).