جريدة عنب بلدي – العدد 27 – الأحد – 5-8-2012
لم يقتصر دور حرائر داريا على المشاركة في التظاهرات والاعتصامات سواء منها داخل داريا أم خارجها، بل تجاوز ذلك لتكون المرأة الدارانية المنظّمة للتظاهرات، والمتظاهرة، والجريحة، والمعتقلة، والشهيدة، والمسعفة، والمرشدة، والملهمة لاستمرار الحراك الثورة في داريا، وأم الشهيد، وأخت المعتقل، والزوجة الصابرة لفراق زوجها المتواري، وزميلة الأحرار في الثورة، وها هي اليوم تعمل في المجال الإنساني بكل ما أوتيت من خبرة وقوة، لتدعم أي نشاط من شأنه أن يدعم الوفاق بين الثوار، ويُظهر لقوى الأمن فشل محاولاتهم في زرع التفرقة بين أبناء البلدة من جيش حر ونشطاء سلميين. وتطالعنا اليوم حرائر داريا بمشروع جديد تحت شعار «إفطار صائم»، قمن خلاله بطهي حوالي 150 وجبة من الطعام (أرز وكباب هندي وطبق سلطة)، وضعنها في علب كُتب عليها «حرائر داريا: صحة وهنا» بالإضافة إلى عبوات من العصير، وقمن بتوزيعها على اللاجئين في داريا من مدينة حمص. كما قمن بإرسال قسم كبير منها إلى عناصر الجيش الحر في المدينة.
كان الهدف الرئيسي من هذا المشروع الثوري إثبات الوحدة والتعاون بين العمل السلمي المتمثل بالحراك النسائي وبين العمل العسكري المتمثل بالجيش الحر، وللتأكيد على التكافل الاجتماعي بين أهالي بلدة داريا، ولتدعيم العمل الإغاثي في داريا، ليصبح الجميع على قلب رجل واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء.
سلمت الأيادي التي صنعت.. وهنيئا للأفواه التي أكلت ..