حرب جيش الإسلام على مواقع الأسد تشلّ الحياة في دمشق
الأسد ينتقم من أهالي الغوطة ويشنّ «حرب إبادة»
عنب بلدي – وكالات
دخلت حملة الصواريخ التي يطلقها جيش الإسلام نحو مواقع الأسد في دمشق مرحلتها الثانية يوم الخميس 5 شباط، بينما ردّت قوات الأسد بأكثر من 50 غارة استهدفت أحياء الغوطة الشرقية بصواريخ الطيران الحربي الموجه، ما أسفر عن سقوط قرابة 100 شهيد مدني تزامنًا مع اشتباكات عنيفة دارت على تخوم الغوطة من محوري دوما وجوبر.
علوش ينفذ وعيده
ونفذ قائد جيش الإسلام تهديده باستهداف مواقع الأسد في العاصمة دمشق يوم الخميس، فسقطت عشرات الصواريخ على مناطق متفرقة من العاصمة دمشق، بحسب ما نقله شهود عيان لعنب بلدي، مؤكدين أن الاستهداف بواسطة قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع.
وقال علوش في تغريدة له عبر موقع تويتر صباح الخميس «تم استهداف أكثر من 20 موقعًا تابعًا لقوات الأسد، بما فيها القصر الجمهوري ورئاسة الأركان وغيرها من المراكز الأمنية»، معتبرًا أن الضربات تأتي ردًا «على المجازر المروعة التي يرتكبها الطيران الحربي في الغوطة المباركة».
بينما أفادت تنسيقيات العاصمة أن الصواريخ سقطت على أحياء كفرسوسة والسبع بحرات والفيحاء وشارع بغداد والمزة وبرزة وعش الورور.
وقالت صفحة «يوميات قذيفة هاون» المتخصصة بإحصاء القذائف التي تسقط على أحياء دمشق، إن 136 قذيفة سقطت يوم الخميس، تنوعت بين الهاون والكاتيوشا، ووصل عدد الشهداء إلى 9 بينما أسفر القصف عن 39 جريحًا.
لكن زهران علوش والناطقين باسم جيش الإسلام أكّدوا أن الجيش مسؤول عن الصواريخ الموجهة فقط دون قذائف الهاون العشوائية معتبرين أن دقتها تصل إلى 90 بالمئة، ونقلت صفحات معارضة للأسد عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحليلًا يدلّ على إطلاق الهاون من مقرات للأسد داخل العاصمة، لكن المعارضة لم تتمكن من توثيق ذلك بالأدلة.
وبالتزامن مع الهجمات على دمشق أكمل الفصيل استهداف مدينة اللاذقية بصواريخ قصيرة المدى وأفادت الناشطة الإعلامية بنان الحسن أن «3 انفجارات هزت المدينة، تبين أنها صواريخ سقطت عند دوار الأزهري والرمل الشمالي»، مؤكدة في الوقت ذاته «إصابة 4 مدنيين من الطائفة العلوية معظم إصاباتهم خطرة».
«انتقام» من أهالي الغوطة
وقالت تنسيقية مدينة دوما إن حصيلة الغارات خلال يومي الخميس والجمعة على المدينة فقط وصلت إلى 67 شهيدًا من المدنيين، موثقة أسماء الشهداء ومرفقةً تسجيلًا مصورًا لكل جثة.
وأشارت التنسيقية إلى قذائف المدفعية والهاون التي استهدفت سيارات الدفاع المدني والمدارس ورياض الأطفال والمشافي والتجمعات السكنية بالإضافة إلى غارات الطيران الحربي، في «مسعىً واضح من النظام لارتكاب أكبر عدد ممكن من المجازر».
وبينما اعتبر الناشط عمار الدوماني في حديثٍ إلى عنب بلدي، المدينة تشهد «حرب إبادة بكل معنى الكلمة»، قال ياسر الدوماني مدير مكتب الهيئة السورية للإعلام «نحن الآن نقتل بغطاء دولي.. دوما تباد من قبل عصابة الأسد».
مشيرًا إلى القصف الذي استهدف باقي مناطق الغوطة في نفس الوقت، حيث سقط 22 شهيدًا في مدينة كفربطنا بينهم نساء وأطفال في قصف جراء استهداف المدينة بصاروخين موجهين من الطيران الحربي، وفق ما نقله أبو عمر الغوطاني عضو تنسيقية المدينة.
كما ودعت مدينة عربين 7 من أبنائها بينهم 3 أطفال، في الوقت الذي سقط 4 مدنيين في مدينة سقبا، بحسب ما صرحت به تنسيقيتا المدينتين.
«أهداف مشروعة»
بدوره جدّد الائتلاف الوطني السوري في بيان له أمس السبت إدانته كافة العمليات التي ينفذها طيران الاسد مستهدفًا المناطق السكنية والمدارس والمشافي وأي أماكن أخرى يمكن أن يتواجد فيها المدنيون، مؤكدًا أن ذلك «مدان من أي طرف بطبيعة الحال».
وشدّد البيان على «الالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة»، مشيرًا إلى أن «الأهداف المشروعة للجيش السوري الحر كانت ولا تزال المواقع العسكرية ومراكز القيادة التي تعتبر مصدر الإرهاب والدمار فقط».
وطالب سالم المطلق الناطق باسم الائتلاف المجتمع الدولي «بضرورة الإسراع في فرض مناطق آمنة في شمال سوريا وجنوبها، وتقديم الدعم الكامل والعاجل للجيش السوري الحر بما يمكنه من حماية المدنيين، وإيقاف الغارات الجوية لطيران النظام على كل المدن والبلدات والقرى السورية».
شللٌ اقتصادي وحيوي
ونقل ناشطون من دمشق أن أحياء العاصمة شهدت شللًا تامًا في المؤسسات الحكومية فيما تأجلت الامتحانات المقررة في جميع كليات جامعة دمشق، وأعيد طلاب بعض المدارس إلى منازلهم تخوفًا من استهدافها، في حالة تفرض حظر تجوالٍ في العاصمة.
في الوقت الذي أكملت فيه المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون نشر برامجها بشكل اعتيادي منفصلةً عن الواقع، رغم أن القذائف تبتعد أمتارًا قليلة عن المبنى في ساحة الأمويين.
وتأثرت الغوطة الشرقية أيضًا بالقصف إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية خلال 48 ساعة الماضية، ليصل سعر كيلو السكر إلى 7000 ليرة سورية وكيلو الطحين إلى 2700، بينما وصل سعر ربطة خبز الشعير إلى 1200 ليرة.
اشتباكات على تخوم الغوطة
وبالتزامن مع القصف اندلعت معارك عنيفة على الجبهة الشمالية للغوطة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد، في محاولة من الأخيرة فتح ثغرة من محور تل الصوان، وفق ما نقل النقيب عبد الرحمن الشامي، القيادي في جيش الإسلام، لعنب بلدي.
وأكد الشامي أن قوات الأسد لم تحقق أي تقدم خلال الاشتباكات التي جرت يوم الجمعة، في حين قتل 29 جنديًا بينهم ضابط برتبة رفيعة ودمرت 3 دبابات وعربتان «BMP»، منوهًا إلى أن 13 عنصرًا من جيش الإسلام قضوا خلال هذه المعارك.
إلى ذلك استعاد مقاتلو ألوية جند العاصمة المقاتلة في حي جوبر مسجد «غزوة بدر» والأبنية المحيطة به بعد اشتباكات عنيفة يوم الأربعاء، ونشرت صورًا من داخل المسجد تنفي رواية إعلام الأسد الذي اعتبر أنه ما زال تحت قبضة مقاتليه.
وردّ الأسد بقصف عنيف خلال اليومين السابقين على أحياء جوبر، في الوقت الذي نشر مكتب جوبر الإعلامي صورًا لعدد من الجثث تظهر على لباسها شعارات طائفية شيعية.
ويعتبر محللون عسكريون معارضون لنظام الأسد أن حملات جيش الإسلام من الممكن أن تلعب دورًا سياسيًا كبيرًا إذا استطاع مواصلتها بشكل يومي مع ضغط برّي من مقاتلي المعارضة على مشارف دمشق، بينما يحذر آخرون من انتهاكات بحق المدنيين داخل العاصمة.
يذكر أن حملة سابقة لصواريخ جيش الإسلام شهدتها العاصمة نهاية الشهر المنصرم أسفرت عن قرابة 10 ضحايا، لكن جيش الإسلام أكد حينها أنه غير مسؤول عن القذائف العشوائية التي استهدفت الأحياء السكنية، فيما تتوارد في الصفحات الموالية للأسد دعوات «لإحراق الغوطة وإمطارها بالصواريخ» على اعتبارها حاضنة للـ «الإرهابيين».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :