شاب يمسك يد زميلته في الجامعة

  • 2019/01/13
  • 1:55 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

الخبر الذي نشرته “عنب بلدي” عن تأجيل الامتحانات في الكليات والمعاهد التابعة لجامعة إدلب يستحق أن يُقَابَلَ بكثير من الاهتمام، بل ويجب الاحتفال به، أيْ واللهِ، وأنا، لولا أني تارك فردي الـ “استندر” في البلد، ولولا أن القواص في المدينة التي أعيش فيها الآن ممنوع، لكنت سحبت مشطين فَشَكْ لعيون رئيس جامعة إدلب الحريص على حياة طلابه، ومستقبلهم الواعد، بدليل أنه، وبمجرد ما احتدم القتال بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير سارع إلى إصدار هذا القرار التاريخي السديد.

لهذا الحماس أسبابٌ كثيرة، أولها أن الله أمد في عمري حتى رأيتُ، رأيَ العين، محافظتي الخضراء إدلبَ وقد صار فيها جامعة! فمحسوبُكم، أيها القراء الأكارم، يتذكرُ سوريا عندما كان فيها جامعتان فقط، دمشق وحلب، كل جامعة فيها عدد قليل من الكليات العلمية والأدبية، وكان أبناء المحافظات الأخرى، كلهم بلا استثناء، يدرسون في إحداهما، وفي يوم من الأيام بدأت وزارة التعليم العالي بافتتاح كليات جامعية في مدينتين كبيرتين هما اللاذقية وحمص، وهذه الكليات بقيت تتبع إداريًا وماليًا إما لجامعة دمشق أو لجامعة حلب، كما شهدت المحافظات الصغيرة مثل حماه ودرعا وطرطوس والرقة والحسكة ودير الزور والسويداء افتتاح معاهد، من نظام السنتين، ذات طبيعة تخصصية؛ صحية أو زراعية أو فندقية.. وفي تطور لاحق صار في حمص جامعة اسمها “البعث”، وفي اللاذقية جامعة “تشرين”، وهكذا..

وأما إدلب؛ المدينة التي أطلقت، في أواخر سنة 1970، أولَ فردة حذاء بلاستيكية عتيقة باتجاه رأس حافظ الأسد وهو يخطب على شرفة المركز الثقافي بساحة هنانو، فقد بقيت بلا أي جامعة، ثم افتتحوا فيها، على استحياء، كليتين تابعتين لجامعة حلب، هما الأدب العربي والزراعة، إضافة إلى بعض المعاهد “المطرشقة” التي لا تلتزم الدولة بتعيين خريجيها.

وأما الآن، فلا بد أن يمتلئ قلبُك بالشحم واللحم وأنت تشاهد مبنى الجامعة القديم، وعبارة “جامعة إدلب” تضهج وتتلألأ على واجهته وكأنه فندق خمس نجوم، مما يوحي بأن حُكْم تنظيم القاعدة الذي يتهمه العَلْمانيون (الكلاب) بأنه إرهابي، وزعمهم بأنه لم يَجُرّ على البلد سوى الخراب، إنما هو زعمٌ مغرض، ومردود على أهله، فالجماعة -أعني جماعة تنظيم القاعدة ما غيرهم- استطاعوا أن يحولوا إدلب إلى مكان لتلقي العلوم، والأفكار، والتربية الحميدة، والدليل أن سعيهم لطلب العلم لم يقتصر على المدينة، بل امتد إلى الأرياف، فافتتحوا كلية للطب في كفرتخاريم، البلدة التي فتحت عيونها على الدنيا وليس فيها سوى مدرسة ابتدائية، وكان أهلوها يضطرون لإرسال أبنائهم إلى سلقين أو إلى إدلب لمتابعة تعليمهم. وهذا الأمر ليس هو المدهش بحد ذاته، بل إن كلية طب كفرتخاريم كانت كلية مختلطة، والعياذ بالله! مما اضطر أحد الإخوة المجاهدين لأن يكتب تقريرًا إلى قيادة التنظيم مشيرًا إلى ما يفعله الاختلاط من كمش ولمس والتصاق ولحمسة بين الشبان والبنات، ثم يكتب تقريرًا آخر يشيد فيه بسرعة استجابة تنظيم القاعدة لشكايته، والمسارعة إلى فصل الجنسين عن بعضهما، والحمد لله.

مقالات متعلقة

  1. جامعة إدلب تؤجل الامتحانات بسبب الاشتباكات
  2. جولاني يا روح
  3. "تحرير الشام" تستثمر ذكرى الثورة للحديث عن "إنجازاتها"
  4. بين المدام هلالة والحاجة السلوم

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي