في "ذروة" الحاجة إليه
اقتتال إدلب يعطل العمل الإنساني في المحافظة
عنب بلدي – إدلب
تجاوزت تأثيرات الاقتتال الذي شهدته محافظة إدلب بين فصائل المعارضة، مطلع العام الحالي، حاجز السيطرة الميدانية والتغيرات العسكرية في المنطقة، إذ طالت آثاره العمل الإنساني أيضًا الذي شهد شللًا شبه تام خلال أيام المعارك المتزامنة مع ظروف جوية سيئة، زادت من معاناة المدنيين، خاصة في المخيمات.
فور إعلان الفصائل عن إيقاف الاقتتال بدأت منظمات المجتمع المدني العاملة في إدلب تحصي آثار ونتائج اقتتال الفصائل على عملها الإنساني، مشيرة إلى عجزها عن الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في المنطقة في “ذروة” الحاجة إليها، خاصة مع تضرر مدنيين من الاقتتال ومن العواصف الثلجية والمطرية التي شهدتها المخيمات في الشمال السوري.
اقتتال وعواصف
يشير مدير فريق “منسقي الاستجابة” في الشمال السوري، محمد حلاج، إلى أن الاقتتال ألحق أضرارًا كبيرة في عمليات الوصول الإنساني، في ظل انقطاع الطرقات خاصة عن مناطق ريف حلب الغربي.
وأضاف حلاج، في حديث إلى عنب بلدي، أن الحاجة الأكبر تمثلت في انقطاع مادة الطحين عن الأفران، نتيجة قطع الطرقات، ما أدى إلى أزمة في توفير مادة الخبز الرئيسية.
وبالتزامن مع اقتتال إدلب، شهد الشمال السوري منخفضًا قطبيًا ترافق مع ثلوج ألحقت أضررًا بشرية ومادية في مخيمات النازحين، وسط صعوبة استجابة المنظمات والهيئات الإنسانية لتلك الأزمة، نتيجة الاقتتال وسوء الأحوال الجوية.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن المنخفض ألحق الأضرار بأكثر من 23 ألفًا من النازحين القاطنين في المخيمات، كما أن الفيضانات دمرت أكثر من ثلاثة آلاف مسكن مؤقت، وفق ما ذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي، الأربعاء 9 من كانون الثاني.
وأضاف المتحدث الأممي أن “الوضع الإنساني شمال غربي سوريا زاد تعقيدًا بسبب الطقس القاسي، بما في ذلك الفيضانات”.
بدوره، أكد عدي صطوف، مسؤول المكتب الصحفي في “هيئة الإغاثة التركية” (IHH) أن الهيئة عانت بعض الشيء في فترة الاقتتال، بسبب قطع الطرقات، مشيرًا إلى استئناف العمل مجددًا فور انتهاء العمليات العسكرية في إدلب.
وأضاف لعنب بلدي أن المشاريع الخدمية والتنموية التي تنظمها “IHH” في المنطقة تعطلت بشكل مؤقت، مؤكدًا على فكرة النأي بالنفس عن أي صراع دائر، بما يضمن سلامة كوادر وأفراد المنظمات الإنسانية.
الكوادر الطبية أكثر المتضررين
خيمت المواجهات بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” في ريف حلب الغربي على المنشآت الطبية والكوادر العاملة فيها، والتي تم استهدافها ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
وأوضح مدير فريق “منسقي الاستجابة”، محمد حلاج، أن الاقتتال استهدف الكوادر الطبية والمنشآت التابعة للمنظمات الإنسانية، ما أدى إلى مقتل أحد الممرضين وإصابة آخرين وتعليق عمل مستشفيات عدة.
وكانت مستشفيات ريف حلب الغربي في واجهة الاستهداف، حيث شهدت مدينة دارة عزة “حرب شوارع” أدت إلى حصار عدد من الكوادر الطبية والمرضى في مشافي الكنانة والفردوس والريح المرسلة غربي حلب.
كما أدت إلى وفاة الممرض محمود عبد الإله جلو من كادر مشفى الكنانة، والذي قتل جراء المواجهات الدائرة في محيط المشفى، بالإضافة إلى إصابة طبيب وعدد من المدنيين.
من جانبها، أصدرت الجمعية الطبية السورية- الأمريكية (سامز) بيانًا، الجمعة 11 من كانون الثاني الحالي، نددت فيه باستهداف المنشآت الطبية والكوادر العاملة في الشمال السوري.
وجاء في البيان أن الاشتباكات أجبرت العديد من المرافق الطبية على تعليق عملها، عدا عن أن الاشتباكات بدأت تطال مخيمات المهجرين والمرافق التي تخدمها ما يجعل هذه المخيمات، التي تعاني أصلًا من ظروف جوية قاسية، عرضة لخطر أمني واحتمال نزوح جديد.
أصبحت المخيمات في منطقة أطمة التي تحوي مئات الآلاف من المهجرين عرضة لهذه الاشتباكات، بحسب البيان، إضافة إلى عشرات الآلاف من المهجرين في منطقة المعرة وغيرها قد يتأثرون بهذه التطورات.
وطالبت الجمعية الجهات العسكرية بتحييد المنشآت الإنسانية عمومًا والمشافي والمدارس خصوصًا عن أي اقتتال، وحمّلتها مسؤولية سلامة الكوادر الإنسانية ومسؤولية انقطاع الخدمات الإنسانية عن خدمة أهالي المنطقة.
ولم تعترف الفصائل المشتركة بالاقتتال باستهدافها للمراكز والكوادر الطبية، وتنصلت من المسؤولية بتبادل التهم حول استهداف المراكز الحيوية المدنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :