مدارس السويداء بلا مخصصات.. “جمعيات” تتبرع لسد النقص
عنب بلدي- نور نادر
تغيب عن مدارس محافظة السويداء المستلزمات الضرورية لسير العملية التعليمية، والتي تشهد تدهورًا كبيرًا خاصة في الفصل الدراسي الحالي، بسبب غياب الدعم اللازم لها سواء للطلاب أو المدرسين من جانب مؤسسات النظام السوري.
وتعجز مديرية التربية في المحافظة عن تزويد المدارس بأقل الموارد اللازمة من طباشير وأقلام سبورة ووسائل مساعدة، فضلًا عن مادة المازوت الضرورية للتدفئة في فصل الشتاء.
ظروف تقتل رغبة الطلاب
وأدى نقص مازوت التدفئة إلى تغيّب الطلاب عن المدارس، الأسبوع الماضي، بعد الانخفاض الشديد في درجات الحرارة وهذا ما يتكرر بشكل دائم خلال فصل الشتاء.
تقول هدى، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، إن أطفالها عانوا من مرض شديد نتيجة البرد في المدرسة التي يتعلمون فيها، ما دفعها إلى منعهم من الذهاب في الطقس البارد، لأن “نقص التدفئة يمكن أن يتحمله طلاب الثانوية أو حتى الإعدادية، لكن لا يمكن ترك الأطفال في هذه المرحلة بدرجات الحرارة المنخفضة”.
وتضيف أنها في جميع الأحوال لا تجد النتائج المرجوة من التعليم، موضحةً، “اهتمام الأساتذة قل بشكل كبير نتيجة ظروفهم الاقتصادية الشخصية السيئة، عدا عن نقص الوسائل والمستلزمات التعليمية المناسبة”.
ويؤكد على حديث هدى مدرّس لغة عربية في قرى السويداء الجنوبية (طلب عدم ذكر اسمه)، ويقول إن شح المخصصات لا يقتصر على المازوت بل يشمل جميع أشكال المستلزمات التعليمية، “أشتري علبة الطباشير وأقلام السبورة البيضاء على حسابي، بينما يحاول مدرّسين آخرين الاستغناء عن وسائل التعليم والاكتفاء بالشرح من الكتاب”.
ويضيف المدرّس أن ما سبق “يقلل من جودة التعليم، ولا يمكن تكليف المدرس صاحب الراتب المتدني بتحمل أعباء رفع سوية التعليم (…) كل مدرّس يحاول بذل الجهد في إحداث تغيير ما سواء على صعيد المطالبة المستمرة بالمواد أو ابتكار أساليب بديلة، لكن لا يلبث أن يشعر بخيبة أمل ويتوقف عن المحاولة، وكل هذا لا يتحمله سوى الطلاب”.
“الهلال الأحمر” بديل غير رسمي
تقول موظفة في مديرية التربية بالسويداء (طلبت عدم ذكر اسمها) إن نقص المستلزمات لا يخص المدارس فحسب، بل يشمل الدوائر التابعة لوزارة التربية كافة.
وتقول، “عن أي مخصصات نتحدث إذا كنّا نحن في المديرية نشتري أقلام الحبر على حسابنا الشخصي، بعد ملاحقة مسؤول المستودعات وأعضاء لجنة المشتريات والطلب منهم كأنك تشحذ”.
وتضيف أنه لا يمكن أن تصل مخصصات المدارس كما هي، فهي تمر بأيادٍ كثيرة لتشح تلقائيًا قبل وصولها أخيرًا لمدير المدرسة، والذي لا بد أن يشارك في اقتسام هذه “الكعكة”.
وتعتبر الموظفة أنه لا يمكن إلقاء اللوم على الأشخاص الذين ذكروا سابقًا في سرقة مادة المازوت مثلًا، فـ”إذا ما قارنوا أولوية تعليم الطلاب مع تدفئة عائلاتهم سيختارون الثانية حتمًا، ولهذا لا يمكن محاسبتهم، بل علينا العودة إلى رأس الفساد في هذه الحكومة التي لا تتوقف عن ذل مواطنيها للحصول على أدنى معايير الحياة مِن طابور الفرن لدور الغاز والمازوت وغيرها”.
وبحسب مدرّس اللغة العربية فإن بعض الجمعيات العاملة في السويداء، منها “الهلال الأحمر” و”الجمعية السورية للتنمية”، والتي تقدم خدمة دورات تعليمية مجانية للأطفال باتت تقدم فائض موادها للمدارس كنوع من الدعم خارج إطار عملها.
ويوضح أحد المتطوعين في “الهلال الأحمر” لعنب بلدي أن الجمعيات السابقة لديها مستلزمات من شأنها أن تغطي احتياجات المدارس كافة.
لكن وبحسب المتطوع، “تقدم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دعمًا ماديًا مثاليًا، لكنهم لا يستطيعون تغطية تقديم تلك المستلزمات للمدارس، فهي ليست ضمن قائمة مهامهم، لكنهم يحاولون دائمًا الاحتفاظ بالمواد المستعملة المتبقية لتقديمها بشكل غير رسمي للمدارس، على أمل أن تسند هذه البحصة جرة مؤسسة تعليمية كاملة متجهة نحو الانهيار”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :