أصدر تحالف “المنظمات السورية غير الحكومية” في الشمال السوري، بيانًا حول استهداف المراكز الطبية والعاملين في المجال الإنساني، على خلفية الاقتتال بين الفصائل مؤخرًا.
وقال البيان الصادر اليوم، الخميس 10 من كانون الثاني، واطلعت عليه عنب بلدي، “لم تسلم المرافق والعاملون الإنسانيون من التطورات العسكرية التي تحصل في شمال غربي سوريا منذ بداية العام”.
ووقعت على البيان 18 منظمة، ويأتي على خلفية الاعتداء على المراكز الطبية وكوادرها خلال الاقتتال الذي شهده ريف حلب الغربي الأسبوع الماضي، بين هيئة “تحرير الشام” وحركة “نور الدين الزنكي” التابعة لـ”الجبهة الوطنية للتحرير”.
وجاء في بيان المنظمات، “تعرض مشفى الكنانة في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي لاستهداف بقذائف مدفعية أثناء اشتباكات بين كل من هيئة تحرير الشام وحركة الزنكي، ومع اقتراب الاشتباكات أصبح المشفى عرضة للرصاص والقذائف، ما أدى لاستشهاد الممرض محمود جلو وإصابة الدكتور عبد الرحمن حاج بكر إصابة بالغة عدا عن إصابات أخرى في الكادر”.
وإثر ذلك، تم تعليق عمل مشفى الكنانة بعد توقفها عن العمل حتى إشعار آخر، وإخلاء الجرحى والمرضى، بحسب وصفه.
كما أشار الموقعون إلى مقتل المنسق اللوجستي لمنظمة “People In Need”، حمدو العمر، بعد أن تم اختطافه من جهة مجهولة بغرض التفاوض عليه، ليتم العثور على جثته بعد أيام من حادثة مشفى الكنانة، وفقًا للبيان.
ونوه البيان إلى أن الكوادر الإنسانية في الشمال السوري، أصبحت عرضة لعمليات الخطف والاعتقال، عدا عن استهدافها من قبل الفصائل، وهذا ما أدى لإغلاق الكثير من المرافق الخدمية.
من جهة أخرى، نددت المنظمات الإنسانية بحوادث الاشتباكات في محيط مخيمات النازحين، خاصة وأنها “تحتوي عشرات آلاف النازحين في ظروف جوية قاسية”.
وطالب الموقعون جميع الأطراف المسلحة المتقاتلة في الشمال السوري، بتحييد المنشآت الإنسانية عمومًا بما فيها المشافي والمدارس بشكل خاص، عن أي اقتتال أو أعمال عنف.
وحمّلوا الفصائل مسؤولية سلامة الكوادر الإنسانية ومسؤولية انقطاع الخدمات عن أهالي تلك المناطق، كما طالبوا الدول التي تملك نفوذًا في المنطقة بممارسة ضغوطها على الأطراف العسكرية لتحييد تلك المنشآت بشكل مطلق عن أي اقتتال.
ووثق تجمع “المنظمات الإنسانية غير الحكومية” استهداف 137 من المرافق والكوادر الصحية في الشمال السوري خلال العام 2018 الماضي، إلى جانب مقتل 97 شخصًا واختفاء آخرين من العاملين في المجال الصحي.
وتتخوف المنظمات العاملة في محافظة إدلب، من توقف الدعم عن المشاريع الإغاثية والإنسانية نتيجة تلك الاعتداءات، إلى جانب كونها سببًا في هجرة الكوادر الإنسانية وخاصة الطبية.
–