بعد اتفاق على توزيعهم.. وصول مهاجرين كانوا عالقين في المتوسط إلى مالطا
وصل 49 مهاجرًا كانوا عالقين في البحر المتوسط إلى مالطا إثر اتفاق أوروبي بتوزيعهم، بعد أيام عصيبة قضوها في البحر.
وأعلن رئيس الوزراء المالطي، جوزيف موسكات، في مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالسماح لـ49 مهاجرًا عالقين في سفينتي إنقاذ قبالة ساحل مالطا بالنزول على أراضيها.
الاتفاق تضمن أيضًا البت بأمر 249 مهاجرًا آخرين كان قد تم إنقاذهم في وقت سابق ويوجدون حاليًا على الأراضي المالطية، وفق ما صرح موسكات للصحافيين.
وأشار موسكات إلى أن 220 مهاجرًا سيتم توزيعهم على ثماني دول أوروبية أخرى، هي ألمانيا وفرنسا والبرتغال وإيرلندا ورومانيا ولوكسمبورغ وهولندا وإيطاليا، أو سيعودون إلى بلدانهم الأم، وسيبقى 78 مهاجرًا منهم في مالطا (أصغر دول الاتحاد الأوروبي).
كما سيتم طرد 44 بنغلادشيًا من مجموعة المهاجرين الذين آوتهم مالطا إلى بلدهم لاعتبار أنه ليس لديهم سبب لطلب اللجوء إليها.
وكان رئيس الوزراء المالطي اشتكى من أن بلاده تتحمل عبئًا غير منصف بشأن حصتها من المهاجرين، إلا أنه أكد أمس أن مالطا لا تزال ميناءً آمنًا، وأنها لم تغلق موانئها مطلقًا.
وأضاف في هذا الصدد، “كنا نريد توجيه رسالة سياسية قوية مفادها أنه يتعين تقاسم العبء لأن الأمر يتعلق بمشكلة أوروبية.. وكل ساعة مرت دون حل، هي ساعة لم أشعر بالفخر بسببها”.
وأنقذت سفينة “سي ووتش 3” 32 مهاجرًا يوم 22 من كانون الأول الماضي، كانوا عالقين في عرض البحر قبالة السواحل الليبية، وسفينة “بروفيسور ألبريشت بينك” 17 مهاجرًا آخرين يوم 29 من الشهر نفسه، ورفضت كل من إيطاليا ومالطا السماح للسفينتين بالرسو في موانئهما وإنزال المهاجرين.
ومن بين المهاجرين أربع نساء، وسبعة أطفال، أربعة منهم غير مصحوبين بذويهم، وبسبب الطقس العاصف ونقص إمدادات الغذاء والمياه النظيفة ساءت أوضاع المهاجرين وتعرضوا لحالات مرضية حادة، ودوار بحر شديد، إضافة لاضطراب ما بعد الصدمة جراء ظروفهم السيئة.
المفوض الأوروبي المكلف بشؤون الهجرة، ديمتريس افراموبولوس، علق من جهته بأن الأسابيع الأخيرة لم تكن الأفضل بالنسبة إلى أوروبا، لافتًا إلى أن “وجود 49 شخصًا على سفينتين لنحو ثلاثة أسابيع، أمر لا يمكن أن يشرف الاتحاد الأوروبي”، داعيًا إلى إرساء آليات دائمة لتفادي أزمات مقبلة.
في سياق متصل أثار استقبال 15 مهاجرًا في إيطاليا جدلًا حادًا بعد أن وافق رئيس الحكومة جوزيبي كونتي على استقبالهم، إذ إن وزير الداخلية ماتيو سالفيني يعارض بشدة وصول مهاجرين.
ويأتي ذلك في وقت يلقى شعار “سالفيني لا تتراجع” على تويتر شعبية كبيرة بين الإيطاليين.
وتعتبر قضية الهجرة واللجوء إحدى أبرز المسائل العالقة في المجتمع الدولي، إذ ترى بعض الدول أنها تتحمل مسؤوليات أكبر من قدراتها فيما يتعلق باستقبال المهاجرين وطالبي اللجوء، فيما تتنصل دول أخرى من مسؤولياتها تجاه الموضوع.
وتراجعت الهجرة غير الشرعية لدول الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات وفق ما أعلنت وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتيكس”.
وأشارت إحصائيات الوكالة إلى تراجع أعداد المهاجرين غير الشرعيين لعام 2018، بعد أن كانت قد وصلت إلى ذروتها في عام 2015.
وبحسب تقديرات الوكالة، فإن 150 ألف شخص دخلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر رحلات هجرة غير شرعية في عام 2018، وذلك بعد أن كان عدد المهاجرين وصل إلى مليون في عام 2015.
كما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبر موقعها تراجع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا في عام 2018، مع بقاء البحر المتوسط الطريق البحري الأكثر خطورة بالنسبة لهؤلاء.
وتفيد الأرقام التي نشرتها المفوضية بأن إجمالي 2262 مهاجرًا ماتوا أو اعتبروا مفقودين لدى محاولتهم اجتياز البحر المتوسط في عام 2018، مقابل 3139 مهاجرًا في العام الذي سبقه 2017.
يأتي ذلك بينما اجتاز نحو 113.482 ألف شخص البحر للوصول إلى شواطئ البلدان المتوسطية في عام 2018، وهو ما يعتبر تراجعًا كبيرًا بالنسبة لعام 2017 والذي بلغ حينها نحو 172.301 ألف مهاجر.
واتخذت دول أوروبية جملة من الترتيبات لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية في دول المنبع، بعد أن مارسوا ضغوطًا على دول العبور، ومن بينها ليبيا، من أجل استقبال هؤلاء المهاجرين.
وضغطت دول الاتحاد الأوروبي من أجل إقامة مراكز استقبال للمهاجرين في دول شمال إفريقيا (مصر، المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر)، وهو الأمر الذي ترفضه حكومات هذه الدول.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :