عنب بلدي – الرقة
في مدينة الرقة السورية اعتاد الأطفال على برد الشتاء بعد أكثر من شهرين على بدء العام الدراسي والتحاقهم بمدارسهم التي حرموا منها عدة سنوات.
وبعد أكثر من عام على انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة عام 2017، لا تزال العديد من المدارس وكأنها وسط ساحة معركة لم تنتهِ، بسبب حالة الدمار والخراب التي تعتريها إلى جانب أنقاض الأبنية المدمرة.
وبينما يخوض أطفال مدينة الرقة امتحاناتهم للفصل الدراسي الأول، انتشرت صور التقطها المواطن الصحفي محمد عثمان، في مدنية الرقة، لأطفال في مدرسة عمار بن ياسر الواقعة في حي هشام بن عبد الملك جنوب شرقي مركز مدينة الرقة.
وتظهر الصور، التي نشرها عثمان عبر حسابه الشخصي في موقع “فيس بوك”، يوم 24 من كانون الأول الماضي، أطفال المدرسة وهم داخل إحدى الغرف الصفية دون وجود نوافذ أو أبواب للصف.
وقال عثمان لعنب بلدي، إن منظمة اسمها “صناع المستقبل” تعمل في مدينة الرقة وضعت بالتعاون مع المجلس المدني في الرقة نوافذ مصنوعة من “فيبر جلاس” (أقرب إلى البلاستيك) عوضًا عن الزجاج، وذلك بعد يومين من نشره لصور من المدرسة.
وأوضح عثمان أن مدرسة عمار بن ياسر هي واحدة من عدة مدارس لم ترمم أو تؤهل لتكون صالحة لاستقبال الأطفال للتعليم، كحال مدرسة الأمين ومدرسة الفاروق وغيرها من مدارس الأحياء الفقيرة على أطراف المدينة، مشيرًا إلى أن الثياب التي يرتديها الأطفال تعتبر وسيلة التدفئة الوحيدة لأجسامهم الصغيرة.
وسبق أن صرح عضو مجلس الرقة المحلي، مصطفى العبد، لعنب بلدي، نهاية شهر كانون الأول الماضي، أن عملية ترميم المدارس تسير ببطء، لكون ملف ترميم المدارس تعمل عليه منظمات دولية، مشيرًا إلى أن الترميم لم يطل المدارس المتضررة جزئيًا.
في حين قال فريق من الأمم المتحدة، في 30 من أيلول الماضي، إن برنامج الأمم المتحدة يعمل على تأهيل سبع مدارس في مدينة الرقة شمال سوريا، إلى جانب خمس مدارس في محافظة حلب، وست في الحسكة شمال شرقي سوريا.
وتدير هيئة التعليم في المجلس المدني للرقة، الذي يتبع إداريًا لـ “الإدارة الذاتية” (الكردية) العملية التعليمية وتصرف مستحقات المعلمين في المدارس التي تشرف عليها.
ووفقًا لهيئة التعليم، فإن عدد الطلاب الذي التحقوا بالمدارس في محافظة الرقة بلغ نحو 45 ألف طالب.