تعا تفرج

النظام أبو البَرَّاكِيَّات

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

يقول الخبر الذي نشرته “عنب بلدي” إن “مجلس مدينة إدلب”، التابع لـ “حكومة الإنقاذ”، أصدر قرارًا يقضي بمنع انتشار “الأكشاك” في شوارع المدينة، بسبب إعاقتها للمَارَّة.

التعليق الأول: هذا كلام جميل، يتضح منه أن حكومة الإنقاذ، والمجالس المنبثقة عنها، تهتم اهتمامًا بالغًا بـ المَارَّة، والمارَّةُ هم الشعب، عفوًا: الأمة.. ولكن، يبدو مِنْ إطلاق تسمية “أكشاك” على “البراكيات” الخشبية التي تُزْرَعُ على الأرصفة أنَّ مَنْ صاغ هذا الخبرَ واحدٌ من إخوتنا المجاهدين “المصريين” الذين أوقعهم قَدَرُهم أحمقُ الخُطى في خيارين أحلاهُما مُر، إذ تزامن عدوانُ الجنرال عبد الفتاح السيسي على رئيسهم الدكتور محمد مرسي وتشليحه السلطة، مع دعوات الجهاد في الأخت الصغرى سوريا، فبيتوا استخارة خرجوا منها بأن الأفضل للأمة إهمالُ أمر السيسي، وتَرْكُه (يسرحْ ويمرحْ واللحظْ يجرحْ، على حد تعبير المطرب محمد مرعي)، والتوجه إلى سوريا، فالجهاد فيها أكثر ثوابًا، وفاعلية، ولا سيما بعدما عقد الله لواء النصر للمجاهدين بتحرير مدينة إدلب، وجعلها ملاذًا للمسلمين القادمين من جنوب البلاد وأواسطها، ومعلوم لدى حضراتكم أن كثرة السكان في منطقة ما يعني كثرةَ الشياطين (ولاد الأبالسة)، وهذا يتطلب من المجاهدين ذوي الجنسيات المتعددة الذين يحكمون “إمارة إدلب” رفع معدلات الوعظ، والنصح، والفتاوى، والأمر، والنهي، وبالأخص للنساء اللواتي لا يُفَوِّتْنَ فرصة إلا ويحاولن فيها إظهار كعوبِ أقدامهن ليغرين بهن المجاهدين، ويلهينهم عن مقارعة العدو الصاهل.

التعليق الثاني: لا شك في أن خبر منع البراكيات (الأكشاك) في إدلب سيمر على السوريين ذوي الأعمار الصغيرة مرورَ الكرام، وأما المتقدمون في السن، فلا شك أنه سيرسم على وجوههم طيفَ ابتسامة عذبة، بل سيجعلهم يضحكون، أو يقهقهون. السبب في ذلك أننا، نحن المسنين، عشنا في زمن الحركة التصحيحية التي قادها حافظ الأسد وأخوه “الصُغَيَّرْ” رَفْعَتْ ومن بعدهما بشار، ونعرف الأهمية الاستثنائية التي يوليها هؤلاء القوم للبراكيات، حتى إن بعضهم يسمون نظام الأسد “النظام أبو بَرَّاكيات”، فالانتشار السرطاني المرعب للأفرع الأمنية الذي بدأ في السبعينيات كان يتطلب منهم التغلغل بين الناس، فاخترعوا البراكية، وهي عبارة عن دكان قليل التكلفة، لا يحتاج إلى ترخيص، ولا يخضع للضرائب، ويمكن أن يُعطى لعنصر من الأمن، أو لمخبر متطوع، فيكون كما يقول أهل حلب “شيكار وبيكار”، بمعنى أن يبيع المُخْبِر ويشتري ويربح ويتهرب من الضرائب، وفي الوقت نفسه يراقب الناس، ويشهد تحركاتهم، ويؤذيهم بتقاريره التي تشبه السم الزعاف.

مع مرور الزمن، وتقدم التجربة، لم تعد البراكيات مجرد مكان متواضع يسترزق فيه شخص فقير، ولا حتى مخبر حقير، بل أصبحت تُباع وتشترى، وتُدْفَع على الموافقة بزرعها على الرصيف مبالغ كبيرة، وصار أصحاب البراكيات يعامَلون فيها على مبدأ “خيار وفقوس”، ولأنها في الأساس مخالفة لنظام البلديات أصبح بإمكان رئيس البلدية أن يهدد أصحاب البراكيات بإزالتها، فيهرعون لإرضائه، ومَنْ يدفع رشوة تبقى براكيته في مكانها ومَنْ لا يدفع تزال.

التعليق الثالث: تعلمي يا جماعة الإنقاذ من نظام الأسد.. ألستم مثله، وأضرط منه؟!

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة