وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، العاصمة صنعاء في إطار جولة ستشمل الرياض أيضًا.
وأفادت مصادر مطلعة بأن غريفيث وصل مساء اليوم، السبت 5 من كانون الثاني، برفقة كبير مراقبي وقف إطلاق النار في الحديدة، باتريك كاميرت، وذلك في محاولة لإنقاذ اتفاق ستوكهولم الذي كان أول نقطة ملموسة نحو الحل في اليمن.
ويجتمع المبعوث الأممي في صنعاء مع عدد من القيادات الحوثية، لينتقل بعدها إلى الرياض للقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤولين آخرين.
وتسبق هذه الزيارات الاجتماع الثالث للجنة التنسيقية الثلاثية المشتركة لإعادة الانتشار في الحديدة، المقرر عقده الثلاثاء المقبل، وذلك بعد أن انتهت الجولة الثانية من المشاورات إلى طريق مسدود.
ويربط غريفيث عقد الجولة المقبلة من المحادثات اليمنية بتحقيق اختراق نوعي في تنفيذ مقررات ستوكهولم والقرار الأممي 2451، لا سيما ما هو متعلق بالوضع في الحديدة.
وترجع السلطات الشرعية اليمنية الانسداد الحاصل وفشل تنفيذ اتفاق الحديدة، إلى رفض جماعة الحوثي الانسحاب من المدينة ومينائها، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن ونتائج مشاورات ستوكهولم.
كما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن 14 خرقًا لإطلاق النار من طرف الحوثي حصلت خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وبدأت البعثة الأممية المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار عملها في محافظة الحديدة غربي اليمن،يوم 24 من كانون الأول بعد أسبوع من دخول الهدنة حيز التنفيذ بين طرفي الصراع اليمني.
وتشمل مهام البعثة الأممية، التي تتألف من سبعة أعضاء مدنيين الرقابة على وقف إطلاق النار، والإشراف على مختلف الترتيبات العسكرية التي يقتضيها الاتفاق، بما فيها الانسحاب من موانئ الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارجها.
وتوصلت الحكومة اليمنية وجماعة “الحوثي” خلال مشاورات عُقدت في السويد إلى اتفاق بشأن ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، والذي يحوي صوامع الغذاء التي من شأنها أن تنقذ الملايين في اليمن من خطر المجاعة، بالإضافة إلى اتفاق على تخفيف شدة التوتر في مدينة تعز، وإطلاق سراح الأسرى.
وبحثت المشاورات التي قادها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، إطلاق سراح الأسرى، ووقف القتال في مدينة الحديدة، وفك الحصار عن مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وإعادة فتح مطار صنعاء، وسط ضغط الدول الغربية على السعودية التي تدعم الحكومة اليمنية، وعلى إيران المتحالفة مع جماعة “الحوثي”.
وكانت المشاورات اليمنية انطلقت، في السادس من كانون الأول الحالي، لتشكل فرصة لإعادة السلام، بعد تأزم الأوضاع في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، والذي يعاني من أزمة إنسانية تعتبر الأسوأ في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وتشن القوات الحكومية اليمنية حربًا بدعم من السعودية والإمارات التي شكلت تحالفًا يدعمه الغرب على الميليشيات “الانقلابية” بقيادة عبد الملك الحوثي، لإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي.
لكنها تتهم من منظمات حقوقية محلية ودولية بارتكاب “جرائم حرب” في الحرب التي حصدت أرواح الآلاف.