تشهد الليرة السورية تراجعًا ملحوظًا في سعر صرفها مقابل العملات العالمية، وتتهاوى قيمتها لتنحدر اليوم إلى مستويات جديدة، إذ بلغ سعر الصرف مقابل الدولار الأمريكي 233 ليرة، وسط توقعات بانهيار اقتصادي في الفترة القادمة.
وقبل عام 2011 كانت الليرة تشهد استقرارًا ملحوظًا في قيمتها نظرًا لاستقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، لكن ذلك بدأ بالتغير التدريجي مع انطلاقة الثورة ضد نظام الحكم في آذار 2011، واحتدام المعارك المستمرة منذ نحو 3 سنوات.
وكالات ومواقع عالمية أكدت أن السياسة التي تنتهجها حكومة الأسد في التعامل مع التدهور الاقتصادي تزيد من تفاقم الانهيار نفسه، وخصوصًا في انتهاج سياسة ضخ القطع الأجنبي في الأسواق على مراحل متعددة خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي يؤدي إلى استقرار نسبي في كل مرة سرعان ما يزول وتعاود الليرة انخفاضها.
وأفاد مأمون أبو الفوز، وهو خبير اقتصادي في المصارف الخاصة في سوريا، أن المستقبل القريب سيثبت أن الليرة السورية ستنافس شقيقتها اللبنانية من حيث قيمتها المنخفضة جدًا في الأسواق العالمية.
وأكد أبو الفوز أن معظم التجار والصناعيين بدؤوا بالتخلي أصلًا عن الليرة وتسيير جميع أعمالهم بالدولار الأمريكي، خوفًا من خسائر قاسية من الممكن أن يواجهوها قريبًا.
وكانت الليرة وصلت إلى أدنى مستوياتها في تموز 2013 عندما قاربت 300 ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، تزامنًا مع تهديد أمريكي بضربات عسكرية.
يشار إلى أن سعر الليرة السورية كان بمعدل 46 ليرة للدولار الأمريكي الواحد مع انطلاقة الثورة، أما اليوم فسعر صرفها يتراوح بين 234 إلى 236 في السوق السوداء، أي أن قيمتها انخفضت بمعدل خمسة أضعاف خلال الأعوام الأربعة الماضية.
–