انقسام لبناني حول دعوة الأسد لحضور القمة الاقتصادية في بيروت
أثارت قضية دعوة رئيس النظام السوري لحضور القمة الاقتصادية المقرر عقدها في لبنان رفضًا لدى أحزاب ونواب لبنانيين، ووصلت إلى رفع كتاب للجامعة العربية لمنع الحضور السوري.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام” (اللبنانية) اليوم، الجمعة 4 كانون الثاني، كتابًا قدمه رئيس حزب “حركة التغيير” المحامي، إيلي محفوض، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، يتضمن توصية بعدم دعوة سوريا إلى القمة التنموية الاقتصادية المزمع عقدها في بيروت الشهر الحالي.
وجاء في نص الكتاب، “أتقدم من سعادتكم رافعًا لكم توصية تتضمن إهمال أي مطالبات بدعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية التي من المقرر انعقادها في لبنان يومي 19 و20 كانون الثاني 2019”.
وتأتي التحركات اللبنانية على خلفية توجيه دعوة للنظام السوري من قبل مسؤولين لبنانيين لحضور القمة الاقتصادية في لبنان، في خطوة يسعى من خلالها حلفاء الأسد لكسر عزلته العربية والدولية، وإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.
واستند محفوض في طلبه إلى ما وصفه بجرائم النظام السوري تجاه اللبنانيين خلال العقود الماضية، إلى جانب اعتقال مئات اللبنانيين في سجونه دون كشف مصيرهم وأسباب اعتقالهم، ومن بينهم رجال دين وكهنة ورهبان، بحسب وصفه.
كما أشار السياسي اللبناني إلى أن النظام السوري متورط بشكل مباشر في تفجير مسجدين في مدينة طرابلس شمالي لبنان، من خلال ضباط تابعين له، وأسفرت التفجيرات عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 500 آخرين.
وفي ذلك الصدد، كتب النائب اللبناني السابق، فارس سعيد، عبر حسابه على “تويتر”، “بخصوص دعوة الأسد أنتم أحرار بدعوة من تريدون.. أنتم السلطة، وإذا تمت الدعوة بقرار منفرد أو بالتنسيق مع الجامعة العربية فسنتظاهر في بيروت ضدكم وضد الجامعة العربية وضد الأسد.. وعد”.
من جهته، قال النائب اللبناني في “التيار الوطني الحر”، ماريو عون، “إن التيار الوطني الحر لن يتفرد بدعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية التي ستعقد في لبنان، فهذا الأمر يمكن حسمه إما بخطوة من قبل جامعة الدول العربية أو بعد تشكيل الحكومة اللبنانية لتبحث في الموضوع وتتخذ القرار المناسب”.
وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية قالت في عددها اليوم، إن دعوة سوريا للمشاركة في القمة اللبنانية لم تحسم بعد، وتحدثت عن مسعى لبناني- مصري يهدف إلى إمكانية توجيه دعوة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد لحضور القمة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية السورية أن “سوريا لم تتبلغ بتوجه وفد لبناني قريبًا إلى دمشق لتسليم دعوة للمشاركة في القمة”.
وقالت مصادر الخارجية السورية للصحيفة، “نتفهّم موقف الإخوة في لبنان ولا نضغط عليهم”، نافية ربط الدعوة اللبنانية مع قضية عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وتصر الكتل السياسية والحزبية الحاكمة في لبنان على دعوة النظام السوري لحضور القمة الاقتصادية في بيروت، في مسعى لتوطيد العلاقات الثنائية بين الطرفين.
وقالت كتلة الوفاء للمقاومة، أمس، “إنها ترى أن لبنان معني بدعوة سوريا للمشاركة في القمة الاقتصادية العربية التي ستنعقد على أرضه، لما في ذلك من قوة للبنان ومصلحة استراتيجية له، خاصة أن الظروف الراهنة تشهد مناخًا عربيًا إيجابيًا تتسارع فيه الدول العربية للعودة إلى سوريا، فيما لبنان الجار الأقرب وصاحب المصلحة الأكيدة يجدر به أن يكون في طليعة المبادرين لتعزيز هذا المناخ”.
ويواجه سياسيون لبنانيون، ومن بينهم وزير الخارجية جبران باسيل، انتقادات عدة بسبب تفعيل علاقاتهم مع شخصيات دبلوماسية تابعة للنظام السوري.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :