لقطات قمر صناعي تظهر غرق مخيم العريشة بالحسكة
أظهرت صور التقطها قمر صناعي ارتفاع منسوب المياه في البحيرة التي يشكلها سد الحسكة الجنوبي على نهر الخابور، والذي أدى إلى غمر مياه البحيرة لمساحات واسعة من مخيم العريشة المقام على نحو 600 متر من مياه البحيرة، جنوبي محافظة الحسكة.
وأظهرت أربع صور التقطت بواسطة القمر الصناعي في فترات زمنية متعاقبة، ما بين شهري تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين، من قبل شركة “Planet” للتصوير الفضائي، غمر المياه لأجزاء واسعة من المخيم على مدار أكثر من 30 يومًا.
ويلاحظ من خلال صورة القمر الصناعية للمخيم، في 20 من تشرين الثاني، أن منسوب المياه في البحيرة المجاورة للمخيم، مستقرة، في حين أظهرت الصورة الملتقطة في الثالث من كانون الأول ارتفاع منسوب المياه وغمر أمتار قليلة من الضفة، في حين أوضحت الصورة العائدة ليومي 15 و29 من الشهر الفائت غمر المياه لعشرات الخيام.
وتأثرت مناطق عدة في سوريا بمنخفض جوي، منذ مطلع كانون الأول، رافقته عواصف رعدية وهطولات مطرية غزيرة تسببت بتشكل السيول
وأوضح مدير الموارد المائية في محافظة الحسكة المهندس عبدالرزاق العواك، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) نهاية كانون الأول، أن كميات الكبيرة من المياه قد تم تخزينها في السدود العشرة لمحافظة الحسكة، لتسجل الكمية المخزنة خلال الشهرين الماضيين، مستوى قياسيًا لم تشهد المحافظة سابقًا.
وأوضح العواك أن 338 مليون متر مكعب من المياه هو حجم تخزين السدود منذ بدء موسم الأمطار ولتاريخه، حيث أسهم فيضان الأنهار الرئيسية والروافد التي تغذي هذه السدود بزيادات مستمرة في التخزين.
وتعمل إدارة مخيم العريشة جنوبي الحسكة على تفكيك المخيم ونقل النازحين إلى مخيمات أخرى في ريف الحسكة، كمخيم الهول والمبروكية، وهو ما يرفضه النازحون في مخيم العريشة، رغم الأوضاع الإنسانية والمعيشية السيئة.
وبحسب محمد المطلق، من أهالي مدينة الشدادي والتي تبعد عن المخيم 22 كيلومترًا جنوبًا، رفض النازحون نقلهم نحو مخيمي الهول والمبروكية لكونها في ظروف لا تقل قسوة وسوءًا عن مخيم العريشة.
وأشار المطلق لعنب بلدي إلى أن عملية تفكيك مخيم العريشة ليست وليدة الكارثة، إنما كان هناك محاولات سابقة لنقل النازحين، قابلوها بالتمنع والرفض.
في حين تمكنت إدارة مخيم العريشة من نقل جزء من العائلات إلى خيام نصب حديثًا غربي المخيم الذي غرقت خيام نازحين في الجزء الشرقي منه.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم العريشة إلى أيار من عام 2017، بعدما توافد آلاف النازحين من مناطق متفرقة في محافظة دير الزور، التي تتواصل فيها معارك ضد تنظيم “الدولة”، منذ سيطرته على مناطق واسعة من دير الزور في عام 2014.
مخاطر صحية تواجه “العريشة”
تعاني المخيمات في شمال شرقي سوريا عمومًا من نقص في الخدمات الطبية والرعاية الصحية، إضافة إلى افتقار الكوادر الطبية.
بينما يواجه مخيم العريشة، الذي يشكل الأطفال 50% من النازحين فيه، مخاطر صحية وإصابة ساكنيه بأمراض مزمنة، بحسب تقيم اللجنة الدولية للصليب الأحمر منتصف عام 2017.
وتشهد التربة التي بنيت عليها مخيم العريشة تلوثًا، بسبب النفايات التي خلفتها “حراقات” تكرير النفط بأسلوب بدائي، وفاق التلوث الذي تسببه “حراقات النفط” عندما انفجرت خلال استهدافها من قبل التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة”.
كما أن كثافة انتشار “حراقات” التكرير البدائي للنفط في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا خلال الأعوام الماضية، أدى إلى تلوث في القنوات المائية والأنهار، من بينها نهر الخابور، الذي شهد تشيد مصافي لتكرير النفط على طول مجراه، وتحويل مخلفات الانسكابات النفطية نحو المياه النهرية.
وإزاء حالة الفيضان التي أصابت المخيم وأغرقت خيامه، رفقة الظروف الصحية والخدمية التي يفتقرها مخيم العريشة، قد تنتشر أمراض وأوبئة التي تنقلها المياه، والتي قد تتسبب في إصابة المئات من النازحين الذي يشكل الأطفال ما يقارب نصف عددهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :