استقبل مرفأ طرطوس في سوريا 19 باخرة محملة بالقمح المستورد خلال العام الماضي، بحسب ما قال مدير فرع الحبوب في المدينة، محمد حسين.
وقال حسين، بحسب صحيفة “تشرين” الحكومية اليوم، الأربعاء 2 من كانون الأول، إن البواخر حملت على متنها كمية 423 ألف طن من القمح.
ووزعت الكميات على فرع مطاحن طرطوس 105 آلاف طن، وفرع دمشق 137.5 ألف طن، وفي حلب 111 ألف طن، وحمص 24.5 ألف طن، وحماة ستة آلاف طن.
وتراجع إنتاج القمح بشكل كبير في سوريا خلال سنوات الحرب، وتحولت من دولة مكتفية ذاتيًا إلى مستوردة من الدول الداعمة للنظام، وخاصة روسيا.
ودفع تراجع الإنتاج حكومة النظام السوري إلى البحث عن بدائل من أجل توفير القمح والشعير، فتعاقدت مع روسيا، أواخر عام 2016، لاستيراد حوالي مليون طن من القمح الروسي الطري المعد للطحن.
ولم يصرح حسين عن الجهة التي تم استيراد الكميات منها، لكن حكومة النظام السوري وقعت عدة اتفاقات مع روسيا العام الماضي لاستيراد القمح.
واشترت المؤسسة 200 ألف طن من القمح الروسي، وبلغ سعر الطن 225 دولارًا شاملًا تكلفة الشحن، في حين بلغت قيمة الصفقة كاملة 51 مليون دولار، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر حكومي سوري في تشرين الأول الماضي.
وعملت روسيا خلال السنوات الماضية للسيطرة على مفاصل مادة القمح الاستراتيجية في سوريا من خلال بناء المطاحن وتحكمها بها.
كما عملت على توريد مئات آلاف الأطنان من القمح لسوريا بعد صفقات مع الحكومة، نتيجة حاجة سوريا إلى القمح بعد تراجع الإنتاج فيها بسبب الحرب.
وكان وزير النقل في حكومة النظام السوري، قال لوكالة “سبوتنيك” الروسية، مطلع الشهر الحالي، إنه تم الاتفاق مع روسيا على أن تكون سوريا في المستقبل مركزًا لتصدير القمح الروسي إلى بقية بلدان المنطقة.
وفي حديث سابق لعنب بلدي مع المحلل الاقتصادي يونس الكريم، اعتبر أن روسيا تحاول الاستحواذ والسيطرة على عدة قطاعات اقتصادية سيادية في كل منطقة تدخل إليها (القمح والنقل وغيرها) ما يجعلها تتحكم في المنطقة.
وقال الكريم إن روسيا تهدف إلى جعل سوريا بوابة لها لصناعة وتجارة الحبوب في الشرق الأوسط ومنافسة الحبوب الأمريكية.
–