أطلق عدد من الصحفيين والناشطيين السوريين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجًا على اعتبار المنتخب السوري منتخبًا يمثل كل طوائف وشرائح الشعب السوري.
وتأتي الحملة قبيل انطلاق بطولة كأس أمم آسيا 2018 في الإمارات بأربعة أيام، والتي من المقرر انطلاقها، في 5 من كانون الثاني الحالي، بالمواجهة الافتتاحية بين البحرين والإمارات البلد المستضيف.
وقال الناشط يونس شاشو، وهو أحد القائمين على الحملة، إن الحملة بدأها ناشطون سبق أن أقاموا حملة مشابهة في تصفيات كأس العالم، في الصيف الماضي، وهي قائمة على نشاطات إعلامية ومناصرة وتوعية.
وحول أهداف الحملة، أوضح شاشو لعنب بلدي أن النظام السوري يحاول استغلال المنتخب بتجميل صورته إعلاميًا وأهم دليل على ذلك هو شعار المنتخب “منتخب واحد، وطن واحد، سوريا واحدة”، مشيرًا إلى أن النظام يحاول الاستفادة من أي حدث سواء كان رياضيًا أو فنيًا ليعيد إنتاج نفسه بصورة مختلفة عن صورته المرسومة بأنه “نظام مجرم ديكتاتوري، ونجح مع الأسف في الضحك إعلاميًا على عدة فئات من الناس”.
واعتبر شاشو أن مصطلح فصل الرياضة عن السياسة الذي بات رائجًا هو غير موجود في سوريا من قبل انطلاق الثورة السورية، ولم يكن هناك منتخب وطني من الأساس، لا سيما أن المسؤولين عنه هم ضباط وعسكريون، عدا عن سيطرة الرشاوى والمحسوبيات على المؤسسة الرياضية.
وقال الناشط السوري فخري حاج البكار، وهو أحد المشرفين على الحملة، إنه بعد أسابيع من الإعداد انطلقت الحملة، “جهزنا رسالة افتتاحية تستهدف متابعي الرياضة وغير المتابعين”.
وأشار الحاج بكار إلى أن هناك اتهامات للقائمين على الحملة “بعدم الوطنية وضرورة فصل الرياضة عن السياسة، ولكن الجواب على هذا الاتهام، أننا نحب المنتخب وكرة القدم ونشعر بالأسى لعدم تشجيع الفريق، ولكن هناك قضية ومبدأ، إذ إنه لو كان هذا المنتخب يقول عن نفسه إنه يمثل كل السوريين لكنا وقفنا معه، ولكنه في كل مرة يجاهر بأنه يمثل فقط من هم في طرف النظام السوري”.
وأشار شاشو إلى أن هناك عشرات من الضحايا من الرياضيين والمعتقلين ومن ضمنهم لاعبون دوليون كإياد قويدر وبطلة العالم بالشطرنج رانيا عباسي.
ووفق آخر إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، وصل عدد الضحايا من الرياضيين إلى 390 رياضيًا، منذ انطلاقة الثورة السورية حتى نهاية تشرين الثاني 2016، من مختلف الاختصاصات والأعمار والمهام الرياضية والإدارية.
في حين لا يمكن إحصاء عدد المعتقلين الرياضيين، فبعضهم اعتقل وخرج، على اختلاف مدة احتجازه، لكن أكثر من 100 معتقل رياضي ما زالوا قيد الاحتجاز.
ويبدأ المنتخب السوري منافساته في البطولة مع فلسطين في اليوم الثاني للانطلاق، في 6 من كانون الثاني، في حين يوجد إلى جانب الأردن وأستراليا في المجموعة الثانية عن مجموعات غرب آسيا.
ونشر القائمون على الحملة صورة للضحايا من الرياضيين الذين قتلوا في أفرع النظام الأمنية أو من جراء الحرب إلى جانب صور المعتقلين.
وكانت دعوات “فصل الرياضة عن السياسة” اجتاحت الشارع السوري بمختلف أطيافه بعد تأهل المنتخب السوري لكرة القدم، والذي يصفه معارضو النظام بـ “منتخب البراميل” أو “منتخب الأسد”، إلى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم في روسيا لأول مرة في تاريخه.
–