نازحو حماة يبنون قرى صغيرة تحمل أسماء بلداتهم

  • 2018/12/30
  • 12:01 م

ريف حماة – إياد عبد الجواد

في ظل النزوح المستمر لسنوات، أنشأ نازحو ريف حماة الغربي قرى صغيرة بنوا عليها منازلهم الجديدة، وأسموها بأسماء بلداتهم الأصلية التي نزحوا منها عام 2012.

القرى الجديدة هي عبارة عن مزارع صغيرة أو أراضٍ تتسع لعشرات المنازل، اشتروها وبنوا عليها بيوتهم أو خيامهم بحسب القدرة المالية، واستغنوا بذلك عن المنازل المستأجرة.

وتقع تلك القرى في جنوبي إدلب، حيث يقطن نازحو ريف حماة الغربي، وهي قرى كرناز الجديدة والتمانعة وشليوط وقبرفضة، نسبة إلى بلداتهم الأصلية، وهي جميعها قريبة من بعضها.

رئيس مجلس المحلي لمدينة كرناز، حسين وردة، يقول في حديث إلى عنب بلدي، “نزحنا عن مدينة كرناز منذ عام 2012 بعد دمار الجزء الأكبر من منازلنا من قبل قوات النظام حيث تنقلنا بمختلف أرياف إدلب ومخيمات النزوح”.

ويضيف، “في الفترة الأولى من النزوح، أعطيت المنازل بشكل مجاني للنازحين، لكن مع تقدم الأيام بدأ السكان يعانون من ارتفاع أسعار منازلهم في ظل غياب الوارد المالي الذي يغطي نفقاتهم”.

هذه الظروف دفعت النازحين للتشارك وشراء أرض على نفقتهم وبناء بعض المنازل عليها، لتكون بديلًا عن الاستئجار، وإن كانت بمواصفات بسيطة أو حتى بعض الخيام.

بدوره قال عضو المجلس المحلي لبلدة قبر فضة، حافظ الحموي، “اشترينا قطعة أرض صغيرة في جبل شحشبو بسعر منخفض، كونها بعيدة عن المناطق السكنية، مع مجموعة من الأهالي وقمنا بإعادة تأهيلها وبناء منازلنا عليها”.

ذلك الأمر شجع الآخرين من النازحين على شراء أراضٍ مجاورة وبناء منازلهم عليها، لتتشكل القرية الصغيرة من نحو 130 عائلة، ويؤسس النازحون مجلسًا محليًا لها.

خطوة أولى.. بحاجة المزيد

كرناز الجديدة “المصغرة” تعاني قلة المياه والخدمات الأساسية، بعدما أوصل النازحون إليها الكهرباء وعملوا على إنشاء شبكات الصرف الصحي البسيطة بما يتناسب مع معيشتهم.

علي سهيل، أحد نازحي مدينة كرناز، يقول لعنب بلدي، “نأمل أن تتطور قرانا الصغيرة بخدماتها الأساسية مثل المدارس وشبكات المياه والأفران والأسواق وما شابه، وذلك قد يتم من خلال دعم المنظمات الإنسانية لهذه التجمعات السكانية”.

ويضيف، “القرى تحتاج للمدارس والمراكز الطبية والخدمية وأهمها توفير المياه والخبز”.

سهيل، الذي نزح عام 2012 من ريف حماة الغربي، أقام منزله على الأرض التي اشتراها مع رفاقه، ويوضح “تشاركت مع 100 شخص من مدينتي بشراء أرض نقيم عليها منازلنا وخيامنا، بعد معاناة ثلاث سنوات في المنازل المستأجرة”.

ليست كل التجمعات السكنية منازل حقيقية، والكثير منها لا تزال خيامًا بسبب عدم قدرة الكثيرين من النازحين على بناء منزل إسمنتي.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع