القامشلي “مضيئة” في احتفالات أعياد الميلاد

  • 2018/12/30
  • 11:34 ص

فعاليات الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا - 24 كانون الأول 2018 (مشروع أواصر2)

عنب بلدي – القامشلي

تزينت مدينة القامشلي بالإضاءة وألوان الفرح، خلال احتفالية بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، أُقيمت بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

الاحتفالية تضمنت إضاءة الشارع العام في سوق القامشلي بـ 40 “شلالًا ثلاثيًا”، بالإضافة لتزيين 60 شجيرة، وثلاث أشجار كبيرة بزينات مختلفة.

المبادرة التي انطلقت تحت اسم “ميلاد جديد” والتي تندرج ضمن مشروع “أواصر 2” الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع كنيسة “مار ديمط” للسريان الأرثوذكس، شارك فيها 20 متطوعًا من الذكور، و22 متطوعة من الإناث، ينتمون لمختلف مكونات المدينة من مسيحيين، سريان/آشوريين ومسلمين، من عرب وكرد.

وبإشراف فنيين ومختصين قام المتطوعون بتزيين الشوارع، وتصنيع الألعاب والزينة الخاصة بعيد الميلاد وتوزيعها على الأطفال والبيوت في مدينة القامشلي والقرى المجاورة لها.

وحضر الفعالية ما يقارب خمسة آلاف شخص من مكونات المدينة كافة، بمشاركة رسمية من مدير المنطقة الشرقية لبرنامج الأمم المتحدة عبد الله اللحام، ورئيس البلدية سهيل رهاوي، بالإضافة إلى ثلاثة كهنة.

وتم الابتعاد خلال الفعالية عن أي مظهر سياسي أو رفع أعلام أي جهة.

أورشينا، كانت إحدى الحاضرات في الاحتفالية، وتحدثت لعنب بلدي عن أجوائها التي عمّها الفرح والبهجة.

إذ تمت إضاءة شجرة الميلاد داخل الكنيسة بحضور الكهنة وأهالي المدينة، ثم تم الانتقال إلى الشارع العام في سوق القامشلي الذي كان مزدانًا بالأضواء والزينة، وتم إطلاق الألعاب النارية، كما غنى فريق “سفراء الحب” أغاني العيد.

ووصفت أورشينا الفرحة التي شعر بها جميع الحاضرين وبالخصوص الأطفال، لافتة إلى أن متطوعي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبسوا لباس “بابا نويل” ورسموا على وجوه الأطفال الصغار.

وأضافت أن الجميل في هكذا نوع من الاحتفالات مشاركة جميع مكونات المدينة من مسلمين ومسيحيين، ما يعطي صورة حضارية ومدنية للمنطقة، إضافة إلى أن فريق المتطوعين ضم مسيحيين ومسلمين وكردًا وعربًا عملوا بروح واحدة.

وأشارت إلى أنه في السنوات الثماني الماضية لم تتم أي احتفالات أو زينة بهذه المناسبة، ولم توجد أي مظاهر تدل على العيد، باستثناء احتفالات بعض العائلات العام الماضي، والتي تمت على نحو ضيق.

وفي هذا العام وبلفتة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كجهة تبنت الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة، أقيم هذا الاحتفال الذي ساعد الناس على نسيان همومهم وأحزانهم لبعد أقاربهم ومحبيهم عنهم، واسترجاع ذكرياتهم الماضية عن أجواء عيد الميلاد.

زينب، وهي إحدى الحاضرات في الاحتفالية مع طفليها، عبرت من جانبها عن فرحتها بالمشاركة بالفعالية وبالأجواء التي رافقتها من تقديم هدايا مجانية للأطفال، بالإضافة إلى الأغاني والرقص المبهج.

ويحتفل أهالي مدينة القامشلي بعيد الميلاد هذا العام في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، إذ أعلنت تركيا نيتها شنّ هجوم بري على المناطق الخاضعة لسيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية) شرق نهر الفرات بمساندة من فصائل “الجيش الوطني”.

وتعرضت الأحياء التي تقطنها غالبية مسيحية بالمدينة لعدد من التفجيرات، تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” معظمها، كما اختطف التنظيم العشرات من السكان المسيحيين من قراهم القريبة من بلدة تل تمر بريف الحسكة.

ونتيجة لذلك اضطر الكثير من أهالي المنطقة إلى الهجرة خارج سوريا، وتكاد بعض الأحياء أن تصبح خالية من سكانها، ليعيش من تبقى منهم في ظل تشتت أسري يزيد ثقله على الأهالي في أجواء الأعياد.

مقالات متعلقة

  1. المطرانية السريانية لـ "الوحدات الكردية": أوقفوا حفر الأنفاق في القامشلي
  2. كيف يحتفل مسيحيو الحسكة في شهر الأعياد
  3. احتفالات عيد الميلاد.. سلامٌ عاد أم محاباة للأقليات
  4. الإعلام السوري يستثمر "شجرة الكريسماس" كمقياس للاستقرار

مجتمع

المزيد من مجتمع