انقعوها واشربوا ميتها..
طلاب درعا يعانون من رفض النظام السوري شهادات المعارضة
عنب بلدي – درعا
“انقعوها واشربوا ميتها”، هذا ما قاله مسؤول في مديرية التربية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، لعدد من الطلاب الخريجين الذين توجهوا للاستفسار عن مصير شهاداتهم الحاصلين عليها من الحكومة السورية المؤقتة.
يعاني كثير من الطلاب في محافظة درعا جنوبي سوريا، والذين درسوا خلال السنوات الماضية في مدارس وجامعات تابعة للحكومة السورية المؤقتة في ظل سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، من عدم الاعتراف بشهاداتهم من قبل النظام السوري.
وبدأت المعاناة عندما تمكنت قوات الأسد من السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة بموجب اتفاقيات تسوية، في تموز 2018، ليبدأ بعدها الطلاب بتقديم وثائقهم الدراسية، إن كانت شهادة ثانوية أو جامعية، من أجل إكمال دراستهم والحصول على تأجيل دراسي يجنبهم الالتحاق بالخدمة العسكرية، لكنهم اصطدموا برفض النظام لأي شهادة صادرة عن المنشآت التعليمية الخاضعة بالمعارضة، بحسب ما قال الطالب محمد عمر (22 عامًا)، لعنب بلدي.
إغلاق جامعات المعارضة
وبدأت فكرة إنشاء جامعات في درعا في 2014، من أجل استيعاب الطلاب وإيجاد حل لإشكالية المئات من الطلاب الذين توقفوا وفصلوا من الدراسة في الجامعات السورية الخاضعة لإدارة النظام، بسبب انقطاعهم عن الدوام خوفًا من الاعتقال بذرائع أمنية وسياسية، بحسب الناشط الحقوقي أحمد العمار.
ويقول العمار، المطّلع على إنشاء الجامعات في درعا، لعنب بلدي، إن الحكومة المؤقتة أنشأت خمس كليات في درعا وهي كلية التربية والهندسة الكهربائية والهندسة الزراعية وكلية الصيدلة وكلية التمريض، إضافة إلى إنشاء معاهد المدرسين لمادة الرياضيات والعلوم واللغة العربية والعلوم الشرعية، تحت إشراف اختصاصيين ممن يحملون شهادات الدكتوراه والدراسات العليا.
ويشير إلى أن القبول بهذه الجامعات كان بناء على معدل الطالب بالثانوية سواء كانت ثانوية النظام أو الحكومة المؤقتة، لافتًا إلى أنه تم تخريج دورات تربية وتمريض بشهادات مصدقة من الحكومة المؤقتة.
الطلاب منقسمون إلى حالتين
وعقب سيطرة النظام انقسم الطلاب إلى حالتين: الأولى تمثل الطالب الذي كان يدرس في جامعات دمشق وأوقف تسجيله في 2012 خوفًا من التوجه إلى مناطق النظام، بحسب الطالبة في كلية التربية ميساء أحمد، 27 عامًا، (اسم وهمي)، التي تقول لعنب بلدي إنها عادت إلى الجامعة بعد سيطرة النظام، لكن إلى مقاعد السنة الأولى، مقارنة حالتها مع زميلاتها بنفس الدفعة، “كنت أشاطرهن التفوق واليوم أصبحن مدرّسات”.
وكانت قافلة خرجت من مدن الحارة وإنخل وجاسم في الريف الغربي لدرعا، في أيلول الماضي، تضم 700 طالب إلى جامعة دمشق، وذلك بعد الانتهاء من تسوية أوضاعهم من قبل أفرع النظام الأمنية.
أما الحالة الثانية من الطلاب فهم الحاصلون على شهادة ثانوية من مدارس الحكومة المؤقتة وتابعوا دراستهم في معاهد وجامعات افتتحتها الحكومة إبان سيطرة الفصائل، لكن النظام لم يعترف بها.
ويقول الطالب محمد عمر إنه حصل على الشهادة الثانوية من مدارس المعارضة بدرجة ممتاز خولته دخول كلية الصيدلة في مدينة نوى، مضيفًا أن “المتغيرات الميدانية وسيطرة النظام على المنطقة أدى إلى إنهاء العمل بجامعات المناطق المحررة، واليوم النظام لا يعترف على شهادة الثانوية ولا على دراسة الصيدلة، وحاليًا لن أتمكن من إعادة تقديم الشهادة الثانوية في مدارس النظام كوني طلبت للخدمة العسكرية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :