“شيفرة دافنشي “.. رموز الجريمة وأساطير المسيح
“الجهل يعمي أبصارنا ويضللنا.. أيها البشر الفانون، افتحوا أعينكم! إننا نخاف مما نجهل، ما التاريخ إلا كذبة تم الاتفاق عليها”.
بين عالم الجريمة وفك الرموز والجمعيات السرية وطقوس وثنية وأخرى دينية وتاريخ المسيحية ولوحات الرسام الشهير في عصر النهضة ليوناردو دافنشي، تجري أحداث رواية “شيفرة دافنشي” بطابع علمي فلسفي تفصيلي شيق، لا يعد غريبًا عن الكاتب الأمريكي ومؤلف الرواية دان بروان.
دان بروان، أحد أشهر الكتاب في القرن الواحد والعشرين، بسبب روايته المحبوكة بطريقة خيال مستند إلى الحقيقة في أغلب التفاصيل، بإطار بوليسي وتاريخي متقن.
ولد بروان عام 1964، وتحولت الكثير من رواياته إلى أفلام سينمائية من ضمنها “شيفرة دافنشي”، محققًا بذلك شهرة عالمية.
من أشهر مؤلفاته “الأصل “و” ملائكة وشياطين” و”الجحيم”.
تحدث جريمة قتل في المتحف الفرنسي الشهير “اللوفر” لثلاثة من القائمين عليه، فيتم استدعاء الدكتور روبرت لانغدون، الذي كان يلقي محاضرة علمية في باريس من قبل أستاذ أمريكي في جامعة هارفارد في تخصص علم الرموز الدينية.
يكتشف لانغدون أن الجريمة ترتبط برموز دينية معقدة، تتخذها منظمة سرية دينية شعارًا لها منذ آلاف السنين، وكان ينتمي إليها الرسام دافنشي والعالم إسحق نيوتن.
تتصاعد الأحداث في إطار بوليسي مثير، لتظهر فتاة فرنسية تدعى صوفي تعمل في فك الشيفرات وتلعب دورًا مهمًا في حل لغز الجريمة.
ألغاز تقود القارئ إلى ألغاز وشخصيات جديدة تظهر بشكل دائم، وسر يقع خلفه الكثير من الأسرار، إلى أن تصل الرواية نحو المطاردة القوية بين من يسعون لحل الألغاز ومنظمة كاثوليكية تسعى لإخفاء سر حول زواج المسيح من مريم المجدلية، وكيف صوّر دافنشي هذه القصة في لوحته “العشاء الأخير”.
يستلهم بروان من الأحداث التاريخية التي وقعت في العصور الوسطى” فرسان المعبد” و”تحرير القدس من الصليبيين”، قصصًا يربطها بشكل ديني بالسؤال عن نسل المسيح، وكيف حاول بعض القساوسة إخفاء هذا السر الذي طُمس لأهداف سياسية في عهد الإمبراطورِ قسطنطين.
وتتكلم الرواية عن نظرة المجتمعات البدائية الوثنية للمرأة وكيف همشت لتصبح رمزًا للعار في العصور الوسطى لدى أوروبا.
بين تلك الجرائم تظهر رحلة الإنسان البائسة في البحث عن سر الوجود والسعي في امتلاك الحقيقة وإخفائها.
صنفت مجلة “The new York Time” الأمريكية، الرواية “بأكثر الروايات مبيعًا”، ووصلت إلى 60 مليون نسخة حتى شهر آذار 2008، وترجمت إلى أكثر من 50 لغة من بينها العربية، وهي تتكون من 600 صفحة.
أثارت الرواية لدى صدورها عام 2003 غضبًا وتنديدًا بمحتواها، بسبب تقديمها المسيح برواية مختلفة عن الإنجيل، واتهامها الكنيسة بالكذب والنفاق.
وقالت في حقها أستاذة الأصول المسيحية في جامعة أدنبره، هيلين بوند، إن “الكثيرين أزعجتهم فكرة أن يكون المسيح متزوجًا”، هذا الأمر الذي “زعزع الإيمان في قلوب الكثيرين”.
منعت الرواية في بلدان عربية كلبنان والأردن، كما صادرت مصر الرواية مؤخرًا من المكتبات بحجة “الإساءة للدين المسيحي”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :