جريدة عنب بلدي – العدد 26 – الأحد – 29-7-2012
في حالة (اللاحسم) هذه وفقدان النظام هيبته الخارجية بسيطرة الثوار على منافذَ حدودية مهمة. وبعد مقتل جزءٍ هام و «خبيرٍ» في خلية الأزمة، وتطور المواقف الدولية بما يناسب الوضع الميداني للثوار والحراك الشعبي، ظهرت الأسلحة الكيميائية على الواجهة كورقة ضغطٍ ومساومة. ورقةٍ طرحها النظام وأكد وجودها بلسان ناطقه (المقدسي)، وطمأن بالتالي إسرائيل على أنّ أمانها بيديه. وفي هذه الحركة الإعلامية، طلبٌ ضمنيٌ لإسرائيل لتتدخل لحمايته. فطيلة ثلاثين سنةً كانت هذه الأسلحة بأيدٍ «أمينة». ولكن لايمكن أن يغامر الأسد باستعمال السلاح الكيميائي أو بتسريبه، فهو يعي حدوده جيدًا، ويبدو أن هذا الموضوع يأخذ منحىً إعلاميًا وسياسيًا أكثر منه خوفًا وتوترًا، وقد يكون الروس بتواجدهم على الأرض وامتداد علاقاتهم مع ضباطٍ في المنظومة السورية، هم الضامن لحماية مستودعاته، علاوةً على جاهزية الغرب للسيطرة عليه.
فهل توجد ترتيباتٌ لمرحلة ما قبل السقوط؟! ومن يدير العملية؟! ومن يدير تداعياتها على الدولة والمجتمع؟!
فالمجلس الوطني مضطرب أو هو دون مستوى المرحلة، فكل ما سمعناه جعجعة ولم نر طحينًا. فهو غالبًا ما يُسيّر لنتائج تصّنع أمامه ليباركها.
في حين نجد أصدقاء سوريا قد بدؤوا يرتبون بيتهم، فأنيط بقطر ترتيب الإجتماع الوزاري، والسعودية بعودة بندر إلى الساحة العملية والإعلامية، فهو (كيسنجر العرب). وتصاعدت دبلوماسية كلنتون وتصريحاتها، حيث أشارت للمناطق المحررة وجعلها أماكن آمنة. في حين فتح كل من العرب وأمريكا ثقوبًا في نهاية النفق. ولكن السفينة تغرق ويبدو أنها تجاوزت مستوى الخطر وبدأت تتصدع، فهل نرى بدء إنشقاق عمودي في جسم النظام؟
يظهر فجأةً مناف طلاس ورقةً للحل!! فهو السني القريب من الروس والفرنسيين على حدٍ سواء. يظهر بثوب الحمامة والمؤمن في بلاد الحرمين. يعتمر بصحبة بعض علماء السعودية، بعد أن دشّنوا حملةً إعلاميةً لدعم الشعب السوري ومدّوا أيامها خمسة أيام.
إنّ كل ما نخشاه أن يكون عرابَ (نصف ثورتنا) مناف طلاس.
فهل بدأنا نقف بالثورة في منتصفها؟ وهل هذه هي أماني الشعب الحر ومنتهى طموحه؟! إنّ كل التعويل هو على ثوار الداخل ونشطاء حراكه. فإن لم تكن ثورتنا كاملةً فستكون مقتلنا، فيا ثوار الداخل أنتم المستقبل فلا تهدروه.