عندما اتخذت طائرة الرئاسة الأمريكية وضع الدفاع أمام مقاتلات “الميج” السورية
“في ذلك الوقت كان معاون نيكسون على متن طائرة (سلاح الجو -1)، متسائلًا عما إذا كان الركاب سيبقون على قيد الحياة، وهو ملقى مع آخرين على أرضية الطائرة”.
هكذا وصف كينيث والش، مؤلف كتاب “سلاح الجو واحد: تاريخ الرؤساء وطائراتهم” لحظة وصول الطائرة الرئاسية للرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، إلى المجال الجوي السوري، في زيارة لدمشق عام 1974، بحسب ما نقل موقع “ذا درايف” الأمريكي، في 27 من كانون الأول الحالي، وترجمته عنب بلدي.
في 15 من حزيران عام 1974، ومع مرحلة جديدة من أجل انفراج تاريخي في العلاقات الأمريكية- السورية، قرر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق ريتشارد نيكسون، زيارة الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، بدمشق.
وجاءت الزيارة بعد سلسلة من الأحداث السياسية التي بدأتها حرب حزيران عام 1967، والتي تعرف بالنكسة، وكان من شأنها وضع العلاقات السورية- الأمريكية على المحك.
لكن اتفاقية فك الاشتباك بين إسرائيل وسوريا التي تم توقيعها في أيار عام 1974، سمحت باستعادة العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين واشنطن ودمشق.
كانت هناك آمال كبيرة في إدارة نيكسون أن العلاقة بين الدولتين يمكن أن تهدئ التوترات في المنطقة بشكل كبير وتؤدي إلى سلام طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا، فضلًا عن بعض جيرانها العرب الآخرين.
في ذلك اليوم، وبينما اقترب “سلاح الجو -1″، وهو اسم الطائرة الرئاسية للرئيس نيكسون، من المجال الجو السوري في طريقه إلى دمشق من أجل الزيارة المرتقبة، بدأت أربع طائرات سورية من طراز “ميج” بالتحليق باتجاه طائرة نيكسون.
ومصطلح “سلاح الجو -1” هو مسمى ورمز النداء المستخدم من قبل المراقبة الجوية للطائرة التي تقل عادة رئيس الولايات المتحدة، وتكون عادة مجهزة بتدابير حماية عالية.
دفع ذلك كابتن الطائرة الرئاسية الأمريكية إلى اتخاذ وضع الدفاع عن الطائرة وركابها البارزين.
كان الحادث نتيجة سوء فهم، إذ قيل لمسؤولي البيت الأبيض الموجودين في دمشق إن القوات الجوية السورية تخطط للترحيب بطائرة “air force one” التي يستقلها نيكسون، بمرافقة فخرية في أثناء عبورها إلى المطار السوري.
لكن مسؤولي البيت الأبيض لم يخبروا طاقم الطائرة الرئاسية عن عملية الترحيب، وبعد أن استغرق وضع الدفاع عن الطائرة سبع دقائق اكتشف طاقم الطائرة أن طائرات “الميج” السورية الأربع لم تكن معادية، بل جاءت للترحيب فقط.
عادت هذه الذكرى إلى أذهان الكتاب الأمريكيين، بعد زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التفقدية لقواته في العراق، في 25 من كانون الأول الحالي، والتي كانت على متن طائرة رئاسية من الطراز نفسه.
وكان ترامب تحدث عن رحلته التي يفترض أنها سرية إلى العراق، مختصرًا تفاصيل الرحلة والرسائل السياسية من ورائها، بالحديث عن انزعاجه من غياب الإضاءة في الطائرة المخصصة للحماية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :