لا يزال التوتر واختلاف الرأي سيد الموقف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس.
ففي سلسلة تغريدات له على موقع “تويتر”، أمس، الاثنين 24 كانون الأول، انتقد ترامب ماتيس وآراءه حول التحالفات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ترامب إن ماتيس لم يدرك التكلفة الفعلية للدعم العسكري الأمريكي في جميع أنحاء العالم.
وأضاف في رد وجهه لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يعتقدون بأن ترامب لا يُقدر التحالفات مع الدول الأخرى، أنهم مخطئون.
وبرر موقفه بأن ما لا يعجبه “هو أن العديد من تلك الدول تستفيد من الصداقة مع الولايات المتحدة، سواء من الحماية العسكرية أو من التجارة”.
وتابع، “بالأساس نحن ندعم جيوش الكثير من الدول الغنية في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته تحظى تلك الدول بالاستفادة الكاملة من الولايات المتحدة ودافعي الضرائب الأمريكيين فيما يتعلق بالتجارة.. الجنرال ماتيس لم يكن يعتبر ذلك مشكلة، أنا أراها مشكلة ويجري حاليًا حلها!”.
….We are substantially subsidizing the Militaries of many VERY rich countries all over the world, while at the same time these countries take total advantage of the U.S., and our TAXPAYERS, on Trade. General Mattis did not see this as a problem. I DO, and it is being fixed!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 24, 2018
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه ترامب إقصاء ماتيس من منصبه قبل شهرين من الموعد المحدد لاستقالته، الأمر الذي عزاه مسؤولون في الإدارة الأمريكية إلى غضب ترامب من خطاب استقالة ماتيس الذي انتقد فيه سياساته الخارجية، وتجاهله لحلفاء الولايات المتحدة.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قدم استقالته، يوم الجمعة الماضي، في خطاب كشف عن عمق الخلافات في وجهات النظر بين ماتيس وترامب.
وقال ماتيس في رسالة وجهها إلى الإدارة الأمريكية، “لأنه لديك (لدى ترامب) الحق بأن يكون لديك وزير دفاع تتشابه وجهات نظره مع وجهات نظرك، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة لي الاستقالة من منصبي”.
وأضاف الوزير، “لا يمكننا حماية مصالحنا أو القيام بعمل جيد في هذا الدور، من دون المحافظة على تحالفات قوية وإظهار الاحترام لكل حلفائنا”.
ونقلت شبكة “CNN” عن مصادر أمريكية أن ماتيس ذهب إلى البيت الأبيض لمناقشة قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا مع ترامب ومحاولة تغيير وجهة نظره، وعندما لم يتمكن من ذلك، قدم استقالته.
وكان ترامب أعلن بشكل مفاجئ، يوم 19 من كانون الأول الحالي، سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا وخاصة شمالي شرق الفرات.
ورغم الاستقالة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن ماتيس وقع أمرًا بسحب القوات الأمريكية من سوريا تنفيذًا للقرار الذي اتخذه ترامب بهذا الصدد.
وقدم المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بريت ماكغورك، استقالته أيضًا احتجاجًا على قرار ترامب.
وعيّن ترامب، أول أمس الأحد، نائب وزير الدفاع، باتريك شاناهان، قائمًا بأعمال الوزير، خلفًا لماتيس، وذلك بدءًا من مطلع العام المقبل. بعد أن كان قد أعلن أن ماتيس سيترك منصبه اعتبارًا من نهاية شباط 2019.
وكان الوزير الجديد يتقلد منصب نائب وزير الدفاع السابق، ووصفه ترامب بـ “الرائع” بسبب إنجازاته الطويلة.
–