طالب ثلاثة معارضين في الكنيست الإسرائيلي لحكومة رئيس الوزراء، بينيامن نتيناهو، بتفسير رفضه لاتفاق روسي كان سيترتب عليه مغادرة القوات الإيرانية لسوريا، مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وذكرت صحيفة “The Time of Israel”، الاثنين 24 من كانون الأول، أن النواب بعثوا رسالة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يوم الأحد 23 من كانون الأول، يطالبون فيها بالكشف عن صفقة قُدمت من مسؤولين روس تتضمن “إزالة القوات الإيرانية من سوريا”.
وكان العرض جزءًا من مشروع قدمه سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، لنظيره الإسرائيلي، مئير بن شبات، في أيلول 2018، يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال اتفاق حول إيران وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن “القناة العاشرة الإسرائيلية”، أن “الصفقة كانت ستجعل القوات الأمريكية تغادر سوريا وتنسحبت، كذلك الميليشيات الإيرانية لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك، لأن الأمر كان سيشمل أيضًا تخفيف العقوبات ضد طهران”.
وكان إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، انسحاب قواته من سوريا، أثار مخاوف بين “المشرعين الإسرائيليين والأمريكيين، الذين رأوا أن الوجود الأمريكي يساعد أيضًا في الحد من الجهود العسكرية الإيرانية في سوريا”، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤول إسرائيلي، “كان من الممكن أن يكون الانسحاب الأمريكي مصحوبًا أيضًا بسحب القوات الإيرانية من سوريا”.
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامن نتيناهو، على قرار الأنسحاب أن إسرائيل “لن تغير من سياستها في العمل ضد المحاولات الإيرانية لإقامة قواعد في البلد المجاور”.
وناقش ترامب ونتيناهو عبر مكالمة هاتفية بتاريخ 20 من كانون الأول، “سبل مواصلة التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني”، بحسب ما جاء في بيان لمكتب نتنياهو، نقلته الصحيفة ذاتها في 23 من كانون الأول.
وكانت صحيفة “إسرائيل هيوم“، علقت في 21 من كانون الأول على قرار الانسحاب بأنه “خطوة لا تخدم مصالح إسرائيل وتضر بالكرد، وتزيد من قوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وستعطي إيران مسارات إضافية يمكن من خلالها إرسال أسلحة لسوريا”.
وكانت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية نشرت مقالًا بتاريخ 22 من كانون الأول، حول الاستعدادات الإسرائيلية لعملية عسكرية على خلفية سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وجاء في المقال، أن قرار ترامب تسبب “في ردود فعل متباينة لدى اللاعبين العالميين والإقليميين”، ويبدو أن إسرائيل “مضطرةً لمواجهة الوجود الإيراني في سوريا بقواتها وحدها”، وفق ما نقل الموقع الروسي الإخباري “RT“.
وعلق المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، على قرار الانسحاب أن “حضور القوات الأمريكية في المنطقة كان خطأ واستفزازًا، ويعد من عناصر عدم الاستقرار”.
وكان النظام السوري طالب مرارًا بضرورة خروج القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية بشكل “غير شرعي ودون موافقة الحكومة السورية”، مؤكدًا أن هذا الوجود “عدوان موصوف واحتلال ينتهك ميثاق ومبادئ الامم المتحدة”، وفق ما نشرت وكالة الإذاعة البريطانية “BCC“.
–