دعم رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” السورية، نصر الحريري، فكرة ملء تركيا الفراغ الذي سيشكله الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وقال الحريري في سلسلة تغريدات عبر “تويتر” اليوم، الأحد 23 من كانون الأول، “ندعم بقوة فكرة أن يتم الانسحاب التدريجي بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش الوطني وتركيا والفاعلين المحليين من أهالي المنطقة لمنع هذه المآلات الخطيرة”.
وأضاف أنه يمكن تعزيز وزيادة دور قوى الثورة والمعارضة بالتوازي مع الدور التركي الداعم لها في شمال شرق سوريا، وفي عملية “أستانة” كعملية داعمة ومكملة لعملية المفاوضات السياسية الرامية لتحقيق الحل السياسي في سوريا برعاية الأمم المتحدة.
إن انسحابا أمريكيا غير مدروس يمكن أن يولد فراغا يتم ملؤه من قبل داعش أو النظام السوري والميليشيات الإيرانية ولذلك ندعم بقوة فكرة أن يتم هذا الانسحاب التدريجي بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش الوطني وتركيا والفاعلين المحليين من أهالي المنطقة لمنع هذه المآلات الخطيرة .
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) December 23, 2018
ويعتبر حديث الحريري التعليق الأول لـ”هيئة التفاوض” بعد إعلان الرئيس، دونالد ترامب بدء سحب قواته من سوريا.
ويأتي بعد ساعات من فتح ترامب الباب أمام تركيا لملء الفراغ شرق الفرات، قائلًا أمس السبت “ينبغي على الدول المحلية الأخرى بما فيها تركيا أن تكون قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى (…) نحن عائدون إلى الوطن”.
وأوضح الحريري أن “هيئة التفاوض” تم إبلاغها بقرار الانسحاب عن طريق الدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال، “الانسحاب التدريجي سيكون مع استمرار العمل على تحقيق أولويات أمريكا في المنطقة، وهي محاربة الإرهاب وخروج إيران من سوريا والحل السياسي عبر تطبيق 2254 برعاية أممية”.
وتدور التساؤلات في الوقت الحالي عن الرابح والخاسر من القرار الأمريكي، رغم عدم اتضاح الصورة الكاملة للقرار، والذي أرجعه الرئيس ترامب إلى ستة أشهر مضت.
وكان ترامب قد تحدث في السابق عن نيته سحب القوات بشكل كامل، الأمر الذي يتعارض مع التصريحات الصادرة عن وزارة دفاعه والتي حددت أولوياتها مؤخرًا بقتال التنظيم وإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، إلى جانب عملية انتقال سياسي “عادلة”.
وقال الحريري، “لدينا معلومات مؤكدة وبالتفاصيل عن استنفار إيراني على مستوى القيادة وحشود عسكرية كبيرة في العدد والعتاد تقوم بها ما تبقى من قوات النظام والميليشيات الإيرانية”.
واعتبر أن الحشود تأتي “سعيًا لاستثمار هذه التطورات لتحقيق مكاسب أكبر، وإعادة سيطرة وتوزع على المناطق التي يمكن أن يتم فيها الانسحاب”.
بغض النظر عن صوابية القرار الامريكي المتخذ أو خطورته إلا أنه علينا العمل من أجل تحويله إلى فرصة تحافظ على وحدة الشعب والأراضي السورية وقطع الطريق أمام أي أجندة انفصالية وتعزيز دور الجيش الحر والفاعلين المحليين الوطنيين من أبناء المنطقة وزيادة أمكانية الوصول للحل السياسي الشامل.
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) December 23, 2018
ولم يتضح المشهد الكامل الذي ستكون عليه مناطق شرق الفرات، بعد قرار الانسحاب الأمريكي.
وشهدت الأيام الماضية تخبطًا كبيرًا من جانب الدول الإقليمية اللاعبة في سوريا، إذ طلبت روسيا توضحيات بشأن قرار الانسحاب، بينما اكتفت إيران بالحديث عن أن الوجود الإيراني “غير عقلاني”.
–