برد وموت.. الشتاء يحاصر مخيمات الشمال السوري

  • 2018/12/23
  • 11:21 ص

مخيم الغدقة شرقي إدلب 20 كانون الأول 2018 (عنب بلدي)

إدلب – يوسف غريبي

تبحث السيدة نورا في محيط الخيام القماشية عن بعض أعواد الحطب التي تقي أطفالها السبعة قسوة البرد والصقيع في مخيم “النواعير” جنوبي إدلب، بعدما نزحت مع أطفالها من ريف حماة، هربًا من القصف.

“الخيام التي نعيش فيها لا تحمينا من مياه الأمطار التي تغمر أدواتنا ومحتويات الخيام، إلى جانب عدم توفر مادة الحطب منذ ثلاثة أيام لتدفئة الأطفال”، تقول السيدة المنحدرة من بلدة قصر المخرم شرقي حماة لعنب بلدي.

حالة نورا، التي تلقب بأم مصطفى، مشابهة لآلاف الحالات من النازحين في المخيمات المتناثرة في مناطق الشمال السوري.

وتحتوي محافظة إدلب على عشرات المخيمات التي يسكنها نازحون من محافظات عدة، في ظروف معيشية متردية، تتسبب بحالات مرض ووفيات، وآخرها طفلة قتلها البرد، ورجل أجبره الفقر على الانتحار.

وفي إحصائية شاملة لفريق “منسقي الاستجابة”، نشرها في 8 من كانون الأول، قال إن عدد سكان الشمال السوري فاق أربعة ملايين و700 ألف نسمة، منهم مليون و600 ألف من النازحين والمهجرين قسرًا.

البرد يهدد سكان المخيمات

التدفئة غائبة عن الآلاف من الأطفال في المخيمات في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ليلًا، وهذا ما تسبب بأمراض كثيرة، وأدى مؤخرًا لوفاة الطفلة مريم الحسين نتيجة البرد الشديد.

الطفلة المنحدرة من بلدة بدرة شرقي حماة، تقطن في مخيم النصر قرب بلدة قاح شمالي إدلب، توفيت نتيجة البرد الذي حل بالمنطقة في 17 من كانون الأول الحالي.

والد الطفلة ياسين الحسين أوضح لعنب بلدي، “نزحنا من منازلنا سابقًا دون أن نتمكن من حمل شيء من متاعنا، ونعيش في خيمة لا تحتوي مدفأة نظرًا لأحوالنا المادية، وهذا كان سبب وفاة طفلتي مريم ذات السبعة أشهر”.

الفقر والظروف الأخرى دفعت أحد سكان مخيم الناعورة شمالي معرة النعمان، للانتحار بإطلاق النار على نفسه، في 16 من كانون الأول، في حادثة تعتبر الأقسى من نوعها في المخيمات أثارت سخطًا في أوساط النازحين.

من جهته، قال مدير “مخيم النواعير”، محمد العبيد، في حديثه لعنب بلدي، إن محافظة إدلب تحتوي الكثير من المخيمات العشوائية، وجل سكانها نزحوا من أرياف إدلب الجنوبية والشرقية وشمالي حماة بسبب القصف والمعارك.

وأضاف العبيد أن مخيم النواعير الواقع في محيط معرة النعمان، يعاني من غياب الرعاية والخدمات الطبية والتدفئة وغيرها.

المخيمات عبارة عن خيام قماشية متربعة على أرض ترابية، تفصل بينها طرقات ترابية غير معبدة، تتحول مع المطر إلى طينٍ يزيد حياة النازحين صعوبة ويعرقل تحركاتهم.

ويعتمد سكان المخيمات عادةً على الدعم الإغاثي من سلل غذائية وغيرها، خاصة في أشهر الشتاء، “وهذا الدعم أصبح شحيحًا مع غياب المنظمات الإنسانية”، بحسب العبيد.

وخلال الأشهر الخمسة الماضية، تردت الأوضاع الخدمية في مخيمات الشمال السوري، خاصة مع الهطولات المطرية الكثيفة التي شهدتها المنطقة وأدت لأضرار كبيرة في عدد من المخيمات.

وكان فريق “منسقي الاستجابة” في الشمال السوري، طالب المنظمات الإنسانية الإسهام في احتياجات الشتاء للسكان الأشد ضعفًا، وخاصة النازحين والمهجرين قسرًا الذين يقيمون في مساكن غير صالحة للسكن مع ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية للمنطقة.

ويغيب الرد الرسمي من الهيئات الإدارية والمنظمات الإنسانية في الشمال السوري عن مأساة النازحين وما آلت إليه أمورهم.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا