ثلاثيات مورينيو التي تنتهي بطريقة تراجيدية

  • 2018/12/23
  • 12:00 ص

مدرب مانشستر يونايتد السابق، البرتغالي جوزيه مورينيو (رويترز)

مدرب مشاكس ذو طباع حادة أحيانًا، وكاريزما فرضت حضورها في أرض الملعب وخارجه.

لا يمر مؤتمر صحفي منذ أكثر من سنتين على مسيرة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، من دون أن  يثير الجدل بعده، إذ تغزو تصريحاته مواقع التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم بين ساخر ومادح وواثق من مسيرة البرتغالي، الذي سجل إنجازات عدة مع أكثر من نادٍ.

مورينيو الذي كان يطمح بفترة تدريبية طويلة لمانشستر يونايتد خلفًا للسير أليكس فيرغسون، أنهى طموحه بأسوأ كابوس لمدرب من حجمه، إذ انتهى به المطاف مُقالًا منتصف الموسم بعكس ما كان ينوي في تصريحه الأخير عقب خسارته مع نادي ليفربول الإنكليزي، إذ قال إنه سيعمل في الفصل الثاني من الموسم على تحسين النتائج والوصول إلى المراكز المؤهلة مباشرةً إلى دوري أبطال أوروبا، ولكن ما قررته إدارة النادي لم يكن بالحسبان، إذ كان البرتغالي المثير للجدل يحاول إنهاء مسيرته بأثر طيب.

ترك مورينيو الفريق وهو في المركز السادس في ترتيب الإنكليزي بعد 17 جولة، وهو بعيد كل البعد عن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري الأبطال، فيبعد عن المتصدر ليفربول عنه 17 نقطة، ويبدو أن مانشستر يونايتد بحاجة إلى معجزة، أو الفرنسي زين الدين زيدان، الذي أنقذ ريال مدريد من نهاية كارثية قبل نحو ثلاثة أعوام.

وعلى الرغم من أن ترجيحات الإقالة أخذت حيزًا كبيرًا من تغطية الصحف الإنكليزية الرياضية منذ مطلع الموسم، ترددت إدارة النادي في إقدامها على هذه الخطوة، وانتظرت حتى انتهى الجزء الأول من مسلسل الدوري الإنكليزي لهذا العام.

بعد رحيل السير أليكس فيرغسون عام 2013 عن مانشستر متوجًا بلقب الدوري الإنكليزي، لم يجد الفريق نفسه في موقع المنافس الحقيقي على لقب الدوري، وخسر سطوته المحلية في مدينته لصالح الغريم التاريخي مانشستر سيتي، وكذلك خسر هيمنته وعلو كعبه على نادي مدينة ليفربول بعد نحو 13 سنة قضاها ليفربول خاسرًا أمام اليونايتد.

لطالما تفاخر مورينيو بالرقم ثلاثة في أكثر من مناسبة، سواء بعدد البطولات التي حصدها أو ألقابه أو تجاربه، لكن هذا الرقم أصبح يمثل عقدة كبيرة للبرتغالي، وقد يوسم به بعد سنوات كما وسم باسم “السبيشال وان”.

ورافق الرقم ثلاثة منذ محطة مورينيو الأهم في بداية رحلته التدريبية حيث نجح بالفوز مع نادي بورتو مرتين بلقب الدوري واللقب الأهم بتحقيق دوري أبطال أوروبا موسم 2003-2004، قبل أن ينتقل إلى تشيلسي الذي قضى معه ثلاثة مواسم كاملة حقق فيها إنجازات كبيرة على مستوى النادي الإنكليزي، إذ فاز بالدوري مرتين بالإضافة لثلاثة ألقابة متنوعة، ولكنه رحل في الموسم الثالث بعد تدهور النتائج بنهاية غير سعيدة تشابه نهايته مع مانشستر اليوم.

انتقل المدرب “المشاكس” إلى الدوري الإيطالي وتمكن مع نادي إنتر ميلان من اقتناص لقب الدوري بأول موسم وحقق ثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال، ولكن رقم ثلاثة بقي يلاحق مورينيو أينما حل، فرحل إلى ريال مدريد مع بداية موسمه الثالث.

توجه مورينيو إلى العاصمة الإسبانية طامحًا في تحقيق المجد مع عملاق أوروبا، ولكن البداية لم تكن مبهرة فاكتفى بلقب كأس الملك، وفي الموسم التالي حقق لقب الدوري الإسباني، ولكن الموسم الثالث شهد توترًا بين مورينو وبعض اللاعبين، ومن أبرزهم الأسطورة المدريدية إيكر كاسياس وسيرجو راموس لتنتهي الأمور بنهاية مشابهة لما جرى في مانشستر يونايتد.

رحل مورينيو بعد موسم خالٍ تمامًا من البطولات، ليكتفي بثلاثة مواسم في سانتياغو برنابيو، ليعود مورينيو إلى بيته القديم موسم 2013-2014، ولكنه تورط في خلافات مع معظم لاعبي تشيلسي وتسبب في رحيل الكادر الطبي في النادي.

قضى مورينيو الموسم الأول في تجهيز فريق قادر على المنافسة في البطولات وحصد ذلك بتحقيق ثنائية الدوري وكأس الرابطة، ولكنه رحل بالموسم الثالث كما كل مرة، ليتوجه إلى مانشستر يونايتد بعد موسم واحد قضاه من دون نادٍ.

وكما هي العادة أطاح الرقم ثلاثة بالمدرب البرتغالي مع مانشستر يونايتد مخيبًا آمال الكثير من عشاق “الشياطين الحمر”، الذين كانوا يريدون من مورينيو حقبة كحقبة السير أليكس فيرغسون مليئة بالإنجازات والألقاب.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية