نشر مركز دراسات الحرب الأمريكي “ISW”، الأربعاء 19 من كانون الأول، تقريرًا حيال التهديد الذي يشكله تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب القوات الأمريكية من سوريا و”هزيمة التنظيم”.
وقال المركز الأمريكي (ISW) إن التحالف الدولي لم يدمر المعقل الأخير لتنظيم “الدولة” على ضفة نهر الفرات شرقي ديرالزور ، كما أن تنظيم “الدولة” ما زال يسيطر على ما يقارب 20 كيلو مترًا من أراضي المنطقة هناك.
وهو ما أكدته الناطقة الرسمية لحملة “عاصفة الجزيرة”، ليلوى العبد الله، السبت 15 من كانون الأول، على أن المعارك في بلدة هجين الواقعة على ضفاف نهر الفرات بمحافظة دير الزور شرق سوريا، ما زالت مستمرة في الأحياء الشرقية من البلدة، نافية لعنب بلدي التقارير الإعلامية التي تحدثت عن سيطرة “قسد” على المنطقة بشكل كامل.
إذ تواصل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بمساندة الولايات المتحدة الامريكية معاركها في الأجزاء الشرقية من بلدة هجين، بعدما استطاع مقاتلو “قسد” الاستيلاء على مداخل البلدة في السابع من كانون الأول.
وسبق أن نقلت وكالة الانباء الكردية “هاوار”، يوم السبت، أن مقاتلي تنظيم “الدولة” يخوضون حرب شوارع في الأحياء الشمالية الشرقية من البلدة، والتي تعد إلى جانب قرى صغيرة في محيط بلدة هجين، المعقل الأخير لمقاتلي التنظيم، والذين تقدر “قسد” عددهم بنحو خمسة آلاف مقاتل.
جيوب “التنظيم” قد تعيده
نشر مركز دراسات الحرب “ISW” خريطة توضح المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة”، والمناطق التي ما زالت تحت خطر استهدافها من قبل التنظيم، إضافة إلى المناطق وشبكات تنقل مقاتلي التنظيم بين الجيوب التي يتواجد بها .
وقد اعتمد تنظيم “الدولة” على تنفيذ عمليات وهجمات عسكرية في الصحراء السورية الممتدة بين من البوكمال شرقي ديرالزور على الحدود السورية- العراقية وصولًا إلى البادية الشرقية للسويداء جنوبي سوريا.
ووفقًا لمركز دراسة الحرب، فإن التنظيم استخدم شبكة من الطرقات والأنفاق خلال نقل تعزيزاته العسكرية إضافة إلى كهوف ومغّر تتواجد في الجبال الصحراء السورية، ما زال مقاتلو التنظيم يستخدمونها كنواة لـ “استشفاء” التنظيم، خصوصًا بعد العمليات العسكرية التي نفذها في مناطق متفرقة في سوريا، كالهجوم على ريف السويداء في تموز الماضي، الذي قتل فيه نحو 200 مدني وتمكن التنظيم من أسر قرابة 24 امرأة
إضافة إلى هجمات تنظيم “الدولة” على المحطة “تي 2” و المحطة “تي 3” في بادية حمص الشرقية بين الحين والأخر.
كما يرى مركز “صوفان” للدراسات الأمنية، أن تخبطًا لطالما رافق تقديرات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، لا سيما حيال أعداد مقاتلي التنظيم التي شهدت اختلافات متكررة.
وسبق أن نشر مركر الدراسات الأمنية “صوفان”، منتصف شهر آب الماضي، أن التقديرات الأخيرة لأعداد مقاتلي التنظيم تشير إلى ما بين 20 ألف و30 ألف مقاتل لا يزالون في سوريا والعراق.
وبحسب مركز “صوفان” فالمتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي نقل تقديرات مقاتلي تنظيم “الدولة” الذي لا يزالون في سوريا والعراق، بنحو ألف مقاتل، وذلك في شهر كانون الأول من العام 2017.
ليعاود التحالف الدولي في شهر آب 2018، رغم تواتر المعلومات التي تشير إلى تقدم التحالف الدولي، يقدر أعداد مقاتلي تنظيم “الدولة” في سوريا ما بين 15500 مقاتل و17100 مقاتل، وحوالي 14 ألف مقاتل في العراق.
وترى تلك الدراسات الأمنية والعسكرية أن تنظيم “الدولة” قادر على الاستشفاء مرة أخرى، وهو ما تخشاه، مشيرة إلى “ضرورة الحاجة في مواصلة مكافحة الإرهاب”.