انطلقت جريدة عنب بلدي قبل ثلاثة أعوام بمبادرة عددٍ من شباب وبنات مدينة داريا، في سعيٍ للمساهمة في تأسيس سوريا جديدة قائمة على العدل والحرية والكرامة.
ووقع الاختيار على الاسم حينها لرمزيته المتمثلة بالأصالة والارتباط بالأرض، إضافة إلى كنايته عن تنوّع اتجاهات وأفكار أصحاب المشروع.
ورغم الانتقال إلى العمل بصيغة مؤسساتية أقرب إلى الحرفية، تدخل الجريدة عامها الرابع وسط تحديات كبيرة تعكسها الحاضنة الشعبية في سوريا، حيث انقلب المناخ الثقافي الحواري الذي شهدته البلاد بعيد انطلاقة الثورة، إلى سوق من المزاودات والتبعيّات ورفض الآخر.
لا ريب أن الضغط الذي تعرض له السوريون خلال الأعوام السابقة، أثّر في الفسحة التي يملكونها للاختلاف وجعلهم ينظرون إلى ما يدور حولهم من زاويةٍ واحدة، دون إعطاء فرصة للآخرين لتقديم ما عندهم أو تبرير ما يقولونه.
ولمّا كان تشخيص الواقع أول خطوة لتلافي الأخطاء والخلافات، لابدّ من الإشارة إلى حملات التشويه والتعرية التي يتعرض لها كلّ من يعمل في سلك الثورة السورية بغير حق، والتي تسري اليوم كما النار في الهشيم.
الغريب في الأمر أنها تلقى رواجًا منقطع النظير، وكأن قلوب الناس مهيأة لتقبّل الإشاعة أكثر من الحقيقة، ربما لأنها تفرغ بذلك شيئًا من إحساسهم بالقهر والظلم الذي أنتجته سنوات الضياع والألم.
يجب علينا اليوم أن نعيَ قبل غيرنا أن المشاريع التي أنشئت في ظل الثورة، تعتبر مقياسًا لنجاح الثورة في تقديم البديل عن مؤسسات الأسد ونظامه أو فشلها؛ وعليه فالواجب دعمها ونقدها بهدف التطوير لا بغية السخرية والتشفّي.
الواقع ليس مأساويًا تمامًا، بل إن بذرة من الصادقين الغيورين على ثوريّتهم ما زالوا يدافعون عن مبادئها والحفاظ على مشاريعها الوطنية، فلم لا نسقي هذه البذرة لتكبر في نفوسنا جميعًا؟ لأن الثورة تنتصر في القلوب والفكر قبل الميدان.
إيماننا بما نفعل ويقيننا بأنه يصبّ في اتجاه إظهار الحقيقة والدفاع عنها، يشدّ عزائمنا ويقوّيها و «سنبقى عاقدين الأمل».
هيئة التحرير