تواصل مؤسسة مياه دمشق تفجير عشرات المنازل في قرية عين الفيجة بوادي بردى، ضمن مخطط جديد لهدم أكبر الأحياء في القرية، خلافًا للوعود السابقة حول وقف الاستملاك وإعادة السكان المهجرين.
وقال مواطنون من عين الفيجة، لعنب بلدي، اليوم الاثنين 17 كانون الأول، إن مؤسسة المياه تواصل تفجير حي يحتوي مئات المنازل في القرية، بحجة وجود نفق مائي قديم تحت تلك المنازل.
وأضاف المواطنون، الذين يسكنون على مشارف القرية، أن عمليات الهدم مستمرة منذ أيام وحتى صباح اليوم، لتنفيذ مخطط هدم ممنهج لمئات المنازل السكنية في أكبر الأحياء في عين الفيجة، ضمن خطة جديدة وضعتها مؤسسة المياه التي تسعى لاستملاك القرية.
كما أن مخطط تنظيمي تسرب للأهالي، يوضح رسم خارطة جديدة للقرية لصالح بعض المسؤولين المتنفذين في النظام، بهدف تحويلها لمنطقة سياحية خاصة للاستثمار وإلغاء السكن فيها، بحسب المصادر.
ونشرت شبكات محلية في المنطقة، اليوم، صورًا توضح أعمدة الدخان المتصاعد من القرية، جراء تفجير المنازل فيها، متهمة محافظ ريف دمشق بالكذب والمخادعة حول وعود العودة ووقف عمليات الاستملاك والهدم الممنهج.
وتأتي الحادثة بعد أيام على قرار حكومي بتسجيل أسماء الأهالي للعودة إلى القرية بعد عامين من التهجير، مرفق بوعود من مسؤولين للأهالي بوقف مساحة الاستملاك ووقف أي عمليات هدم وتفجير للمنازل.
ونقلت المصادر عن لجنة التفاوض في القرية، فإن مؤسسة مياه عين الفيجة، المسؤولة عن عمليات الاستملاك والهدم، لا تستجيب للاستفسارات المتكررة حول العملية الأخيرة، رغم الاتصالات المكثفة من مجلس البلدة وبعض المسؤولين المتنفذين.
ولم يصدر كلام رسمي من مسؤولي حكومة النظام حول المجريات الأخيرة في منطقة وادي بردى، فيما وثقت شبكات محلية صور الهدم التي شهدتها عين الفيجة خلال الأيام الماضية.
وكانت حكومة النظام السوري، قبل أيام، فتحت باب التسجيل لأهالي قريتي عين الفيجة وبسيمة في منطقة وادي بردى الراغبين بالعودة إلى قراهم، لأول مرة بعد تهجير قسري استمر لنحو عامين.
ولم توضح الحكومة شروط العودة أو تحدد برنامجًا زمنيًا لذلك، فتلك القرى مدمرة بنسبة كبيرة، وتغيب عنها الخدمات بعد تدمير البنى التحتية جراء العملية العسكرية.
كما أن الجزء الأكبر من قرية عين الفيجة تم تدميره بشكل كامل بعد استملاكه لصالح مؤسسة مياه دمشق، ليكون الحرم المباشر لنبع الفيجة الذي يغذي العاصمة، وهذا ما أوضحته صور مسربة مؤخرًا من القرية تظهر تدمير مئات المنازل والمنشآت السياحية والمراكز الحكومية والخدمية فيها.
وفي مطلع كانون الثاني عام 2017، سيطرت قوات الأسد على هذه القرى من يد المعارضة ضمن حملة عسكرية واسعة مصحوبة بالطيران.