طارق أبو زياد – ريف حماة
يعتبر»كراج الزربة» من أهم مراكز انطلاق المواصلات في الشمال السوري بعد سيطرة المعارضة على مساحات واسعة في ريفي إدلب وحلب خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث ينظّم حركة الحافلات بين قرى ومدن المنطقة، مما عزز مكانته الاستراتيجية والاقتصادية.
وتكمن أهمية الكراج كونه يقع جنوب مدينة حلب على أوتوستراد حلب -دمشق الدولي، ويستقبل عشرات الرحلات اليومية من مختلف المحافظات السورية، بعد أن كان مقرًا سابقًا لشركة “نحاس تورز” للنقليات.
ويقدم كراج الزربة خدماته لنحو 20 ألف مسافرٍ يوميًا، عبر 150 حافلة (بولمان، ميكروباص، سيارات أجرة( حسب «أبو ثائر»، أحد المشرفين على الموقع، الذي تحدث لعنب بلدي عن نشأته قبل نحو عام ونصف، «في البداية واجهتنا عدة صعوبات من حيث ضبط الحافلات وأمور تقنية أخرى، إلا أننا استطعنا في فترة وجيزة أن يكون معتمدًا من قبل كبرى شركات النقل التي تسير رحلاتها إلى كافة المدن السورية».
ويعمل على تنظيم الكراج وحمايته عددٌ من فصائل المعارضة ويقع على عاتقهم ضبط أسعار النقل وتنظيم أوقات الرحلات وتأمين غرف انتظار لراحة المسافرين، وغيرها من الأمور التنظيمية.
بدوره يعتبر أبو علي، وهو سائق حافلة، التنظيم «جيدًا إلى حد ما»، وهناك حركة مستمرة في الزربة، «إلا أن أجور النقل التي يلزمنا بها القائمون هنا قليلة جدًا، عدا عن ضرائب نطالب بها لتطوير الكراج”.
وكشف أبو علي أن «هناك واسطات أحيانًا وتلاعبًا بأدوار الحافلات… أكثر من مرة بقيت للمساء ولم يأتِ دوري في نقل الركاب، بينما كان غيري يعمل»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن «العاملين على تنظيم الكراج يقدمون خدمات جيدة نسبيًا من مقهى إنترنت ومطاعم وفندق لنوم السائقين في حال تأخر وقت سفرهم”.
ويوفّر الكراج المال والجهد ويقدّم أمانًا نسبيًا للمسافرين عبر “سائقين موثوقين”، كما تقول أم أحمد، التي تنتقل يوميًا من الكراج إلى سراقب (شمال إدلب)، “دون مشاكل” على حدّ تعبيرها.
ولا تقتصر خدماته على تأمين السفريات، بل تتعدى ذلك ليصبح مركزًا لشحن البضائع داخل الأراضي السورية في خطوة لتحسين التجارة الداخلية وتفعيلها، كما نوّه أحد الموظفين إلى أن الإدارة بصدد تفعيل خدمة التذاكر لإحصاء عدد المسافرين بشكل يومي والتخلص من الاستغلال الذي يحدث أحيانًا من قبل السائقين، ولضمان أمن وسلامة المسافرين.
وفي الوقت الذي يستمر القصف والغارات الجوية لنظام الأسد على معظم المناطق المحررة، يؤكد أبو ثائر أن «إدارة الكراج تسعى لبناء صالة تحت الأرض للحماية من القصف الجوي المحتمل من قوات الأسد، في ظل التخوف من مجزرة كبيرة».
ويعدّ كراج الزربة واحدًا من المشاريع المميزة التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في خطوة للخروج من أجواء الحرب التي تعصف بالبلاد، في ظل الدمار الكبير الذي حل بالمرافق الخدمية الخاصة والعامة خلال الأعوام الأربعة الماضية.