قرآن من أجل الثّورة 154
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
قيمة الحياة
الحياة ذات قيمة ولا توجد روح رخيصة أبدًا، دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. كم من المراجعة والتمحيص والتدقيق والشورى سيأخذ منك الأمر حتى تقرر هدم الكعبة؟! بل هل هناك لديك سبب في الحياة لهدمها؟! إذًا اعلم أن هدمها حجرًا على حجر أهون من إراقة دم مسلم، فقط مسلم وليس مؤمن {قَالَت ِالْأَعْرَاب ُآمَنَّا * قُل لَّم ْتُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُل ِالْإِيمَان ُفِي قُلُوبِكُم} (سورة الحجرات ،14). حتى هؤلاء فإن هدم الكعبة حجر على حجر أهون من سفك دم أحدهم.
من يلقي عليك السلام فقد عصم دمه، ولا تقل له لست مؤمنًا تريد عرض الحياة الدنيا من سلطة وسلاح وسطوة {وَلَا تَقُولُوا لِمَن ْأَلْقَى ٰإِلَيْكُم ُالسَّلَام َلَسْت َمُؤْمِنًا تَبْتَغُون َعَرَض َالْحَيَاة ِالدُّنْيَا} (سورة النساء ،94) لأنه إذا جنح أي أحد للسلم فلا بد أن نجنح لها ونتوكل على الله، فنحن دين السلام والإسلام {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْم ِفَاجْنَح ْلَهَا وَتَوَكَّل ْعَلَى اللَّه} (سورة الأنفال ،61) ولأن الحياة أي حياة ذات قيمة، ولأن الله كرم بني آدم… كلهم!
امتحان الاختلاف
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. ولكن كيف يكون الرسل سببًا للاختلاف والاضطراب بعد استقرار ووحدة للأمة؟ عندما أنظر اليوم إلى الوراء أرى أن ظلم الاسد وحّدنا، كان الناس أمة واحدة، أمة المستضعفين والمظلومين، فجاءت الثورة وارتفع الظلم من نفوسنا وبدأ الاختلاف بيننا. الامتحان الذي نفشل فيه هو التعايش والعمل معا بعد اكتشاف ذلك الاختلاف {وَلَو شَاء رَبُّك َلَجَعَل َالنَّاس َأُمَّة ًوَاحِدَة ًوَلا َيَزَالُون َمُخْتَلِفِين * إِلا َّمَن رَّحِم َرَبُّك َوَلِذَلِك َخَلَقَهُم ْوَتَمَّت ْكَلِمَة ُرَبِّك َلَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (سورة هود، 118-119).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :