تجمع النبك..  هكذا يمضي الملتحقون بالجيش أيامهم الأولى

  • 2018/12/16
  • 12:57 ص

التحاق مئات الشباب بالخدمة العسكرية في مركز النبك- 30 تشرين الثاني 2018 (سانا)

ريف حمص – عروة المنذر

“لا دين إلا البعث ولا إله إلا الأسد”، عبارة يُستقبل بها الملتحقون الجدد بالخدمة العسكرية من قبل حراس مركز تجمع النبك بريف دمشق، الذي يعد مركز السَّوق الأول لالتحاق الشباب بالخدمة العسكرية في الجيش.

عبارات تمجد الأسد وقواته، إضافة إلى استغلال مادي من قبل ضباط وعناصر، يتعرض لها الملتحقون الجدد بالخدمة العسكرية، بحسب ما تحدث أحد العناصر الملتحقين بالخدمة (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) بعد انتهاء مهلة التسوية التي فرضها النظام السوري على شباب ريف حمص عقب سيطرته عليها في أيار الماضي.

اهتمام إعلامي يحجب الحقيقة

وسائل إعلام النظام السوري سلطت الضوء خلال الشهر الماضي، على التحاق المئات من الشباب بالخدمة العسكرية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، في 30 من تشرين الثاني الماضي، والتي تغنت بالتحاق الشباب معتبرة أنهم جاؤوا من كل المحافظات” تجمعهم محبة الوطن”.

وتحدثت الوكالة عن “ارتياح الشباب الكبير” لحسن الاستقبال والمعاملة الحسنة والتأمين الكامل لجميع لوازم الإقامة القصيرة في المركز الواقع على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال دمشق، لكن ما تحدث به بعض الشباب الملتحقين لعنب بلدي كان عكس ذلك.

ورغم أن هذه السياسة في المركز ليست جديدة، إلا أنها تشكل ضغطًا خاصة على الشباب القادمين من مناطق التسوية (التي كانت سابقًا بيد المعارضة) وربما كانوا منخرطين في العمل السلمي أو المسلح ضد النظام السوري، إذ تبدأ معاناتهم منذ الاستقبال على عبارات “لا دين إلا البعث ولا إله إلا الأسد”، قبل تفتيش أمتعتهم ومصادرة كل ما يمكن من موبايلات و”قداحات” وشفرات حلاقة، لتبدأ مرحلة الاستغلال.

وقال أحد الشباب الملتحقين لعنب بلدي إن الحراس يطلبون مبلغ 500 ليرة سورية مقابل السماح للملتحق بالتحدث دقيقة واحدة مع عائلته، كما يجبرون الشباب على حلق لحيتهم كل يوم، ما يضطرهم إلى شراء ماكينات الحلاقة من إحدى الندوات الموجودة في المركز بأسعار مضاعفة، إضافة إلى دفع مبلغ 500 ليرة سورية أجرة “بطانية” ليوم واحد لدرء برد الطقس (تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر ليلًا)، خاصة وأن البقاء في المركز قد يستمر لأسابيع بسبب تأخر الفرز.

وأضاف الشاب أنه توجد في المركز أربع ندوات يديرها عناصر وضباط، تقوم باستغلال الشباب الملتحقين بشكل ممنهج، عن طريق بيعهم الدخان المضروب بأسعار مرتفعة، إضافة إلى بيعهم المعلبات بأربعة أضعاف.

ويضطر الشباب إلى شراء المعلبات بسبب رداءة الطعام المقدم لهم في المركز، ويعود ذلك لسرقة ضباط المركز مخصصات الطعام.

ويأتي ذلك مع إصدار قوائم احتياط جديدة من قبل قوات الأسد وعودة الطلب الأمني لمن تم شطب اسمهم من القوائم، بعد مرسوم العفو الصادر عن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تشرين الأول الماضي، القاضي بمنح عفو عام عن المنشقين عن جيشه والفارين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية.

وتم بموجب المرسوم رفع دعوى الاحتياط عن كثير من الشباب، الأمر الذي لاقى ردود فعل إيجابية، لكن قوائم احتياط جديدة صدرت، خلال الأسبوعين الماضيين، تحمل نحو 300 ألف اسم جديد، بحسب ما قالت مصادر متقاطعة من بينها موظفون في شعب التجنيد، لعنب بلدي.

خطبة المغادرة

وإلى جانب ذلك يضطر الشباب إلى حضور خطبة قائد المركز، العميد سهيل علي مصطفى، التي تتضمن هتافات لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وتمجيده والحديث عن القوة الأسطورية لقوات الأسد وقدرتها على خوض معركة مع إسرائيل، وإمكانية استعادة الجولان خلال يوم واحد فقط.

ولا تخلو خطبة العميد، الذي تعرض لإصابة بيده اليسرى في معركة فك الحصار عن حلب نهاية عام 2016، من مدح إيران وروسيا (حليفتي النظام)، إضافة إلى غضبه على الشباب الذين لجؤوا خارج سوريا، واصفًا إياهم بالخونة ومعدومي الحس الوطني، في حين يطلب من الشباب الموجودين دعوة أصدقائهم للالتحاق بصفوف الجيش.

كما نالت السعودية نصيبًا من خطبة قائد المركز، إذ تحدث عن “إجرامها” في قضية الصحفي جمال خاشقجي الذي اختفى في قنصلية السعودية في تركيا ووجهت اتهامات إلى مسؤولين سعوديين بقتله، متجاهلًا تقارير الأمم المتحدة التي تتهم النظام السوري بقتل معارضين له داخل السجون وتعذيبهم بشتى الأساليب.

وفي ظل غياب الأرقام الرسمية، تقدر إحصائية صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في آذار الماضي، أن قوات الأسد خسرت نتيجة المعارك الدائرة منذ سنوات 63 ألفًا و820 مقاتلًا.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع