عادت مؤسسة مياه دمشق لتفجير منازل في قرية عين الفيجة بوادي بردى، رغم صدور قرار حكومي بعودة الأهالي ووقف عمليات الهدم والاستملاك.
وقالت مصادر أهلية من عين الفيجة لعنب بلدي، اليوم، الأربعاء 12 كانون الأول، إن هدم المنازل في القرية عاد خلال اليومين الماضيين بشكل مفاجئ على يد مؤسسة مياه عين الفيجة، عقب القرار الحكومي القاضي بتسجيل أسماء الأهالي وعودتهم.
وأضافت المصادر أن التفجيرات سمعت بشكل ملحوظ على مشارف القرية، كما شوهدت أعمدة الدخان المتصاعدة، خلال اليومين الماضيين.
وتأتي الحادثة بعد أيام على قرار حكومي بتسجيل أسماء الأهالي للعودة إلى القرية بعد عامين من التهجير، مرفق بوعود من مسؤولين للأهالي بوقف مساحة الاستملاك ووقف أي عمليات هدم وتفجير للمنازل.
وبحسب المصادر، فإن مؤسسة مياه عين الفيجة، المسؤولة عن عمليات الاستملاك والهدم، لا تستجيب للاستفسارات المتكررة حول العملية الأخيرة، رغم الاتصالات المكثفة من مجلس البلدة وبعض المسؤولين المتنفذين.
وحمّلت شبكة “دمشق الآن” مؤسسة المياه مسؤولية ما يحصل في القرية، ناقلة عن بعض الأهالي تساؤلات حول ما وصفته “التشريع المفاجئ بهدم وإزالة مجموعة من المنازل في القرية”.
ونقلت الشبكة عن سكان من القرية تساؤلهم، “ما السر الذي جعل المؤسسة تصدر هذا القرار بعد قرار العودة الذي صدر من جهات عليا؟ نطالب بإيقاف تصرفات مؤسسة مياه عين الفيجة بشكل عاجل”.
كما أفاد مصدر من عين الفيجة، أن مدير مؤسسة مياه عين الفيجة رفض التحدث لبرنامج المختار على قناة “المدينة إف إم”، بعد أن تواصلت معه للاستفسار عن أسباب الهدم.
ولم يصدر كلام رسمي من مسؤولي حكومة النظام حول المجريات الأخيرة في منطقة وادي بردى، فيما وثقت شبكات محلية صور الهدم التي شهدتها عين الفيجة خلال اليومين الماضيين.
وعود بالعودة بعد عامين
وكانت حكومة النظام السوري، قبل أيام، فتحت باب التسجيل لأهالي قريتي عين الفيجة وبسيمة في منطقة وادي بردى الراغبين بالعودة إلى قراهم، لأول مرة بعد تهجير قسري استمر لنحو عامين.
وبدأت لجنة من القريتين بتسجيل أسماء العائلات التي ستدخل القرى، منذ الخميس الماضي، لتذهب القوائم إلى الأمن القومي لدراستها والبدء بدخول القرية خلال الفترة المقبلة، بحسب لجنة الأهالي.
ويتوزع سكان عين الفيجة وبسيمة على مناطق قدسيا والهامة وبعض قرى وادي بردى، بعد تهجيرهم في كانون الثاني عام 2017.
ولم توضح الحكومة شروط العودة أو تحدد برنامجًا زمنيًا لذلك، فتلك القرى مدمرة بنسبة كبيرة، وتغيب عنها الخدمات بعد تدمير البنى التحتية جراء العملية العسكرية.
كما أن الجزء الأكبر من قرية عين الفيجة تم تدميره بشكل كامل بعد استملاكه لصالح مؤسسة مياه دمشق، ليكون الحرم المباشر لنبع الفيجة الذي يغذي العاصمة، وهذا ما أوضحته صور مسربة مؤخرًا من القرية تظهر تدمير مئات المنازل والمنشآت السياحية والمراكز الحكومية والخدمية فيها.
وفي مطلع كانون الثاني عام 2017، سيطرت قوات الأسد على هذه القرى من يد المعارضة ضمن حملة عسكرية واسعة مصحوبة بالطيران، ليهجر أهالي المنطقة إما خوفًا من القصف والانتهاكات أو بموجب اتفاقية في نهاية الشهر ذاته، أخليت من خلالها المنطقة من المقاتلين والرافضين للاتفاق.
ومنذ تلك الفترة، أغلقت قوات الأسد منافذ القرى بشكل كامل وأعلنتها “منطقة عسكرية”، ومنعت بذلك دخول أي أحد من السكان إليها مهما كان السبب.
–